شاهدته لكم في البحر الاحمر السينمائي 

فيلم "ناقة".. تحول الحياة والانتقام منها ويعرض على نتفلكس

| طارق البحار

يفتتح فيلم "ناقة" للكاتب والمخرج مشعل الجاسر بلحظة من العنف المروع وتحديدا في عام 1970 وهناك يتحرك رجل يحمل مسدسا عبر قاعات المستشفى بحثا عن زوجته الحامل، وعندما يجدها يقتلها على الفور والطبيب غاضبا من أن طفله لم يولد من قبل طبيبة كما هو واضح!

الحادث يخيم بثقله على الفيلم بأكمله - جزئيا بسبب الطبيعة العشوائية للعنف ، ولكن بشكل أكثر تحديدا لأنه جنساني للغاية. المملكة العربية السعودية مجتمع أبوي عميق حيث قواعد الرجال لها الأولوية والعقوبات المفروضة على النساء اللواتي "يسيئن التصرف" شديدة.

هذه بالتأكيد تجربة سارة (عدوة بدر) ، ابنة رجل ثري وصارم بشكل مخيف في الوقت الحاضر ، وتتمرد سارة بلطف قدر استطاعتها، مثلا إنها تدخن (بتكتم) ولديها صديق سري باسم سعد يقدمه في الفيلم (يزيد المجول) في سلوك الطفل المكبوت الكلاسيكي!

تجري أحداث الفيلم السعودي ناقة على مدار يوم واحد، والذي يحدث عندما تتسلل سارة مع سعد لحضور حفلة بالبر، وتلتقي بصديقها في السوق في الساعة 1 مساء بعد أن تخلت عن مرافقة التسوق الخاصة بها مع خطط للعودة بحلول حظر التجول المحدد لها في الساعة 9:55. 

طالما أن سارة هناك عندما يصل والدها لاصطحابها سيكون كل شيء على ما يرام، وبطبيعة الحال لا تسير الأمور وفقا للخطة.

على الرغم من وجود ما يقرب من 9 ساعات لتعاطي المخدرات والقيادة في الصحراء وحضور الحفلة، إلا أن الأمور تسوء على الفور تقريبا، فيفسد جمال اليوم سائق عدواني على الطريق السريع يلوح بمسدس بشكل ينذر بالسوء ثم يستغرق اتصال سعد إلى الأبد لتقديم عنوان الحفلة، وبحلول الوقت الذي شاهد فيه "الزوجان" عصابة من الشباب يقتحمون شاحنة آيس كريم ، كان الظلام قد حل تقريبا وسارة أكثر من مستعدة للاتصال بها يوما والعودة إلى المدينة.

وبعدها تتغير الأحداث  اصطدامهم لجمل صفير "خوار"، ومثل جميع الأفلام الجيدة التي توظف سلسلة من الكوارث على مدار يوم واحد، تجد في ناقة طرقا جديدة ومثيرة لتأخير تقدم سارة. تشمل حواجز الطرق هذه لقاء صدفة مع الشاعر الشهير المفضل لوالدها (فرحان) ، ومطاردة الشرطة عبر الصحراء بصورة اكشن مثيرة، وهجوم وحشي ومستمر من قبل جمل مسعور كنوع من الرعب "لم احب ذلك لحبي للجمال".

تظهر ساعة بشكل متقطع على الشاشة وهي تعد بشكل ينذر بالسوء الساعات التي تنفد فيها سارة بنشاط. يصبح هذا الجهاز السردي أكثر أهمية عندما يحول مخرج العمل السرد لفترة وجيزة إلى منطقة غير خطية من خلال الكشف عن أن سارة قد تم حبسها في صندوق السيارة، ثم يقفز الفيلم إلى الوراء في الوقت المناسب لملء الساعات المفقودة وشرح كيف انتهى بها المطاف هناك بين الكاميرا الموهوبة والساعة الموقوتة.

الجزء الأول من الفيلم مع هجوم الجمل في الصحراء، وبعد ذلك ينقسم التسلسل إلى قسمين بسبب التحول الزمني غير الخطي، لذلك فهو يقول شيئا أنه فعال بشكل لا يصدق في كلتا المرتين، جزئيا لأن الجمل كبير جدا وسارة ليس لديها أسلحة ، ولكن أيضا لأن الجاسر والشنجيتي يستخدمان نفس الكاميرا المهتزة ، ولقطات POV ، ونهج التحرير الجامح لوضع الجمهور في منتصف القتال بصورة جريئة ومرعبة وجيدة حقا في فيلم فيه كل ما تعرفه عن السينما من دراما واكشن "اوفر"!