مفارقة “تيك توك” العجيبة

| علي جلال

سلسلة طويلة من الأضرار التي لحقت بالكثير من المستخدمين لتطبيق “تيك توك” حول العالم، فالتحديات الخطرة التي يحتضنها التطبيق تشجع الأطفال والمراهقين على القيام بأعمال تتسبب في إصابات خطرة تصل إلى الوفاة، بدافع الحصول على المشاهدات، بما يشبه العالم المظلم الخطير، والغريبُ سماح التطبيق باستمرار مقاطع العنف والتحدياتِ الخطرة، والمفارقةُ العجيبةُ وجودُ نوع من العداء نحو مَن ينشرون المحتويات الهادفة أو المناصرة للقضايا العادلة كالقضية الفلسطينية، أو حتى من يدافع عن صورة وطنه أمام مد الكذب والتدليس، فتكون النتيجة إيقاف الحساب أو حذف المحتوى. عقد “شو تشيو” - الرئيس التنفيذي لتطبيق “تيك توك” - اجتماعا مع مدراء الشركة لبحث اكتساح مقاطع الفيديو والمواد المنشورة على التطبيق، حيث إن كل أربع وخمسين مشاهدة على جانب المواد التي تؤيد القضية الفلسطينية تقابلها مشاهدة واحدة فقط في الجانب الآخر، تخيل، أربع وخمسون مقابل واحد! النشطاء حول العالم ممن ينشرون فيديوهات تبين مظالم الشعب الفلسطيني وتاريخ القضية يشتكون بشكل دائم من حذف مقاطعهم وتعليقاتهم، وإلغاء حساباتهم، بعد فضحهم حجم الانتهاكات الجسيمة التي تعرض ويتعرض لها الناس في فلسطين، وتجد أن هناك الكثير من الناس حول العالم ينشرون ويتفاعلون لعدالة هذه القضية بفطرتهم السليمة، فأحرار العالم كثر، ومازالوا ينشطون في “تيك توك” وغيره، فالظالم والمظلوم بات معروفاً الآن، ولكن التطبيق يحاول طمس الحقيقة. ومن زاوية أخرى بين د. خالد الزعاق - الفلكي السعودي المشهور - أن “تيك توك” تحذف مقاطع الفيديو التي ينشرها لأودية ومواقع سعودية بدون أي سبب، فالدكتور مختص في مجاله، وما ينشره مواد علميةٌ، يتناولها بموضوعية بحتة، لكن التطبيق يكرر مسحها في كل مرة، وكردة فعل طبيعية حذر الدكتور من انحياز التطبيق، وحث متابعيه ألا يكونوا غافلين. فانتبهوا أنتم كذلك ألا تكونوا غافلين. * كاتب بحريني