لا للعُنف ضد المرأة

| عبدعلي الغسرة

المرأة من أفضل نِعمَ الله على الأرض، فلماذا تُعنف وتضرب وتهدر كرامتها؟ فلماذا لا يحترم الرجل المرأة ويرفع شأنها؟ ولماذا تكون الأنثى دائمًا الضحية سواء في البيت أو المجتمع؟ الرجل ليس أفضل من المرأة، هما جناحا المجتمع، وإن عطب أحدهما فلا قائمة تقوم للآخر، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتحرر إلا بتحرر المرأة، ولا أن يتطور إلا بمشاركة المرأة، ولا أن يستكين إلا إذا تمكنت المرأة من حقوقها. فإذا.. لماذا العُنف ضد المرأة؟ العُنف ضد المرأة انتهاك لحقوقها الإنسانية، وانتهاك للمجتمع، ومازالت هذه الممارسة تمارس في جميع المجتمعات، المتقدمة منها والنامية، فمن كُل ثلاث نساء تقع امرأة واحدة ضحية للعُنف الجسدي أو الجنسي أو المهني أو النفسي أو الإلكتروني أو القتل أو الزواج القسري أو تشويه الأعضاء التناسلية أو زواج الأطفال؛ وإن اختلفت أشكال العُنف وأسبابه فالعُنف واحدُ. لقد أحدث التطور الكثير من التغيرات في حياتنا اجتماعيًا واقتصاديًا، إلا أنه لم يفتح لنا السبيل نحو كيفية التعامل مع المرأة واحترامها وتبجيلها ووضعها في الموضع المناسب. وما تضعه الدول من ميزانيات مالية لمكافحة العُنف ضد المرأة قليل جدًا، ولا بنود في هذه الميزانيات للوقاية من هذا العُنف. يتطلب مكافحة العُنف ضد المرأة موارد مالية وبشرية، وتشريعات مضيئة وعدالة واعدة، وغرس ثقافة أهمية المرأة للأسرة والمجتمع لمنع العُنف ضدها، وهو أقل كُلفة من آثار وتداعيات العُنف، وكُلما زاد العُنف ضد المرأة تراجعت حقوقها أكثر وتأخر المجتمع أكثر وأكثر. تكمن أهمية مكافحة العُنف ضد المرأة في إحقاق الحق لها وحماية حقوقها في الأسرة والمجتمع، ووسيلة لإنقاذ الأسرة والمجتمع من التداعيات، ووضع حد للإفلات من عقاب هذا العُنف، وتحرير المرأة من براثن الاعتداء عليها، ومن أجل رفع معاناة المرأة من تلك الاعتداءات فقد أصدرت الأمم المتحدة في 1993م إعلانا للقضاء على العُنف ضد المرأة. كما حددت يوم “25 نوفمبر” يومًا عالميًا لمكافحة العُنف ضد المرأة. وسيبقى العُنف ضد المرأة حاجزًا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام. كاتب وتربوي بحريني