قبس من الذكريات مع شخصيات بحرينية بارزة (الدكتور غازي القصيبي)

| د. منصور محمد سرحان

الدكتور غازي القصيبي ابن المملكة العربية السعودية وابن مملكة البحرين، وهو شخصية مرموقة ومعروفة على المستويين العربي والعالمي. وتشير سيرته إلى تولّيه العديد من المناصب في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى كونه من كبار الأدباء والشعراء والمؤلفين، وكان دبلوماسيًّا ناجحًا.

تعرفت عليه شخصيًّا من خلال تردده على منزل أديب البحرين الكبير الأستاذ إبراهيم العريض، وكنت في مطلع سبعينات القرن العشرين من الملازمين للأستاذ إبراهيم العريض والتردد على مجلسه باستمرار. وكان في كل مرة يزور الأستاذ العريض يتحدث عن الشأن الثقافي بصورة عامة وعن الوضع الثقافي في الوطن العربي بصورة خاصة. سألته في إحدى زياراته مجلس العريض عن أغرب حدث ثقافي تعرض له أو سمع به. فذكر قائلًا: في دولة عربية تقدَّم أحد المؤلفين فيها يطلب منحه من الجهة المعنية الموافقة على طباعة ونشر رواية ألَّفها وعنوانها (وكشفت عن ساقيها). قرأت اللجنة الرواية وأثنت عليها لكنها ربطت إجازتها بشرط واحد وهو: أن يقوم المؤلف بتغيير عنوان الرواية؛ لأن العنوان يكشف جزءًا من جسم المرأة وهذا شرعًا لا يجوز. وتماشيًا مع رأي اللجنة فقد تم إبلاغ المؤلف بما توصلت إليه اللجنة، فشعر بالأسف الشديد لقرار اللجنة وفكر مليًّا في إدخال تعديل على العنوان. جاء في اليوم التالي وقدم للجنة تعديله على العنوان فأصبح العنوان (لم تكشف عن ساقيها) فقبل العنوان وتم ترخيص الكتاب في الحال. تمثل الموقف الثاني من الذكريات معه عندما أصدرت كتاب (مراسلات إبراهيم العريض الأدبية 1943م - 1996م) وذلك في العام 1996م بطلب من نادي العروبة، والذي تمكنت فيه من نشر 598 رسالة متبادلة بين العريض وكبار الأدباء والشعراء والنقاد العرب معظمها بخط أيديهم، ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر: نازك الملائكة، البير أديب، نزار قباني، فدوى طوقان، ميخائيل نعيمة ومحمد الفيتوري وغيرهم. كانت المفاجأة تناوله الكتاب في مقالة مطولة نشرتها (المجلة العربية) في عددها الصادر في ديسمبر 2000م أثناء وجوده سفيرًا في المملكة المتحدة بعنوان (منجم الوثائق العريضية) أشاد فيها بمحتويات الكتاب وبالجهود التي بذلتها في إعداده، وأرسل نسخة من المقالة المنشورة إلى الأستاذ العريض والذي أرسلها بدوره لي للاحتفاظ بها. *باحث ومؤرخ بحريني