أهكذا ينظر بعضنا للتدريب!!

| أحمد البحر

 قال وهو يحاول جاهدًا أن يتحكم في نبرات صوته: أنا مدير الإدارة وأعرف تمامًا تأثير المكافآت والحوافز على العاملين. كما وأعرف وقد يشاركني الآخرون بأنك تؤمن بفاعلية هذه المكافآت في رفع المعنويات وبالتالي الارتقاء بالإنتاجية. لحظات صمت واصل بعدها الزميل المدير: أنا في غاية الاستغراب وربما الإحباط من عدم موافقتك على طلبي بابتعاث أحد الموظفين في دورة تدريبية مدتها (5) أيام مكافأة له على أدائه المتميز.   انتهى صاحبي ونظر إلي ينتظر تبريرًا لقرار تحفظي على طلبه. قلت له وبصوت هادئ: أنا أقدر خبرتك الطويلة والمتجددة في الإدارة لذا أطرح عليك سؤالي التالي: هل نعتبر أو نتعامل مع التدريب على أنه مكافأة تمنح للمتميزين في الأداء أم أنه تلك العملية الإدارية الدقيقة والأداة الفاعلة التي تهدف إلى تحسين أداء العاملين والمؤسسة وتطويرها؟ ما رأيك؟ ألا تدعم خبرتنا في الإدارة ما قلته؟ أجاب قائلًا: نعم أكاد أتفق معك في أن التدريب “حاجة” وأنت تعرف أن هذا تخصصي لذا وضعتني على رأس الفريق المسؤول عن القيام بإجراء تحليل الاحتياجات التدريبية (TNA) في المؤسسة لكي يكون الاستثمار في التدريب مبنيًّا على أسس علمية ومردوده واضحًا. ولكن ألا يمكننا أن نعتبر طلبي استثناء؟ نظرت إليه وقلت:  أنا أتفق معك في أن هذا الموظف من المتميزين في الأداء وهو كما عرفت من خلال اطلاعي على ملفه من المبدعين خصوصا في مجال نظم المعلومات وهو مجال تخصصه. نحن بصدد شراء وتطبيق أنظمة الحماية فلم لا نعده لذلك بالتنسيق مع الشركة المسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع. قاطعني الزميل بحماس لافت قائلًا:  اقتراح جيد. فعلًا يمكننا إرساله لتلقي التدريب اللازم مع هذه الشركة واعتبار هذا جزءًا ثابتًا في العقد فيكون مهيئًا عند بدء المشروع ويعيش مراحل تنفيذه ويكتسب الخبرة المطلوبة. سيوفر علينا الكثير من المال إلى جانب أنه الاستغلال الأمثل لكوادرنا البشرية. سيدي القارئ، ما رأيك؟