وزير الخارجية واستحضار رؤية الملك المعظم

| إبراهيم النهام

 عبرت كلمة البحرين التي ألقاها وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمام الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة عن رؤية الملك المعظم في الأمن والسلام، والتنمية، وتغيير واقع شعوب العالم إلى الأفضل. ولا يختلف اثنان مع ما أشار إليه الزياني من أهمية السعي الحثيث نحو توفير البيئة الآمنة والمزدهرة والمستدامة لشعوب العالم، والتي تأتي دوما في أولويات الخارجية البحرينية الرصينة، والتي تتخطى بحكمتها واتزانها وازدهارها الحدود الوطنية لتصل إلى شعوب العالم، في كل بقاع المعمورة. والبحرين ثابتة على مواقفها التاريخية في مفاهيم علاقات الدول مع بعضها، فهي تسعى دوماً ومن شتى المحافل الأممية، لتكريس مبادئ وأسس حسن الجوار، وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، وتغليب صوت الحكمة والسلم، والحوار، في إنهاء وتسوية الخلافات والصراعات التي لا تأتي إلا بالويلات. هذا البعد الحكيم للدولة وخارجيتها، يصل أيضاً إلى التمسك الراسخ بنهج الانفتاح على الآخر، وتعزيز الأمن، والتنمية واحترام الأديان والمذاهب، والثقافات، واعتبار الاختلاف نقطة تقارب وتمازج، وليس العكس. كلمة الزياني تطرقت بشكل بالغ الأهمية إلى قصص النجاح الكبيرة التي حققتها مملكة البحرين في قيادة تجربة عالمية جديدة، وزاهرة، في التسامح والتعايش السلمي، وفي الحوار بين الأديان، والذي تمخض تأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وإعلان مملكة البحرين حرية الدين والمعتقد، ما أضاف للمجتمعات بنهجها وفكرها المزيد من المسؤوليات تجاه عالم متمازج تسوده الرحمة والمودة واحترام الأديان والمذاهب. البحرين، ومن خلال استعراض الوزير الزياني المؤشرات والتقارير الدولية عن إنجازاتها في التطور السياسي، وترسيخ مفاهيم دولة القانون والمؤسسات وتعزيز دور المؤسسات المدنية والحقوقية، والأهلية والإعلامية، وقوانين حقوق الإنسان والطفل وغيرها، تستحضر في ذاكرة الأمم، ما هي قادرة عليه هذه البقعة المضيئة من العالم، وبسواعد أبنائها، من إنجازات تعبر عن الكرامة الإنسانية، ووحدة المصير المشترك.  كاتب بحريني