الواجب الوطني لا ينتظر نداء

| إبراهيم النهام

الدفاع عن البحرين وسيادتها الوطنية ووحدة ترابها أمر لا يقبل المزايدة، أو التأويل، أو التشكيك قيد شعرة، والواجب الوطني للوقوف مع الوطن، والذود عن حياضه، لا ينتظر نداء أو تكليفا من أحد، فهو من المسلمات التي لا نقاش فيها، لكل من ولاؤه للبلد وهويتها وبقاء وجودها.

هذا الأمر يجب أن لا يرتبط قط، بوضع معيشي أو مطالبات فردية أو جماعية، فهما أمران منفصلان، وضعا وظروفا، ومحاولة الربط بينهما، ما هي إلا محض هراء حقيقي وهروب من الواقع، وتخاذل وضعف ووهن واستسلام.

محبة البحرين الصادقة، تكون منزهة عن أية مصالح، أو مآرب، أو مقاصد، وكما يحاول البعض أن يتحسس الأرض التي أمامه، بخوف وجبن، قبل أن يخطو خطوة واحدة، ليدافع عن بلده، فإن هناك بالمقابل من يتقدم بجرأة غير مبال، لا بأفواه ولا بتهديدات وتلميحات، مقصده وطني، وواجبه أيضاً.

إن قياس معادن الرجال ليس بما يملكون من مال بقدر ما يملكون من رصيد مواقف تقدمهم لأولادهم وأحفادهم من بعد “كيف كانوا؟” و”بماذا ضحوا لهذا البلد والشعب؟” حين اشتدت الظروف والأزمات، تماماً كما هو الحال حين نستذكر اليوم، وكل يوم شهداء الواجب، رحمهم الله، والذين ارتوت التربة بدمائهم الطاهرة.

الدفاع عن البحرين، وذكر الحقيقة عنها في الداخل والخارج، شرف كبير، ووسام وطني لا يضاهيه وسام، بمواقف الأوفياء، ممن لا يتلفتون يميناً ويساراً بحثا عن المصالح، أو المنافع، أو الفوائد الشخصية والمصلحية، بقدر ما ينظرون لبلادهم، والمكانة التي تستحق أن تكون فيها.

* كاتب بحريني