الأجهزة الذكية وسلبياتها

| زهير توفيقي

نشرت الصحف المحلية نقلا عن قناة سكاي نيوز الإخبارية تقريرًا عن قرار الحكومة الهولندية بمنع استخدام الهواتف النقالة والوسائط اللوحية (Tablets) والساعات الذكية في الفصول الدراسية من يناير 2024، ويأتي هذا القرار بسبب تأثير هذه الأجهزة على تركيز وانتباه الطلبة أثناء التدريس، ما ينعكس سلبًا على تحصيلهم الدراسي، واستثنى القرار في حالة الدراسة من المنزل الحالات المرضية أو إذا ما تطلب محتوى الدرس فقط.  شخصيًا أعتبر هذا القرار جريئا وصعبًا في نفس الوقت، حيث إنه يأتي على عكس تفكير وقناعات الكثير من الناس، خصوصا جيل الشباب الذي لن يعجبه القرار! ولا شك أن هذا القرار لم يقر إلا بعد أن قامت وزارة التعليم والثقافة والعلوم الهولندية بدراسة علمية مستفيضة وشاملة بشأن سلبيات استخدام الأجهزة الذكية في الفصول الدراسية، وبناء عليه تم اتخاذ قرار بمنعها، آخذين في الاعتبار مصلحة الطالب بشكل خاص ومخرجات التعليم بشكل عام، وفي رسالة وجهها وزير التعليم والثقافة والعلوم الهولندي روبرت ديكغراف إلى مجلس النواب، تمنى أن يسهم ذلك في تحول ثقافي يؤثر بشكل إيجابي على مناخ التعلم في الفصول الدراسية، وأضاف في رسالته أن “الهواتف المحمولة أضحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية” للناس، إذ “تتيح الوصول إلى المعلومات والتواصل، إلا أن مسألة وجودها مع التلاميذ في الفصول الدراسية موضع اعتراض متزايد”، مشيراً إلى أن الدراسات العلمية أظهرت أن الاستخدام غير التعليمي للهواتف المحمولة يضر بالبيئة المدرسية.  من هذا المنبر، أدعو وزارة التربية والتعليم إلى عمل دراسة مماثلة لهذه الحالة في مدارسنا الحكومية والخاصة، وذلك للوقوف على آثارها السلبية التي اعتبرها البعض من الأمور التي تشكل خطرًا على مستقبل التعليم الذي يعتبر عماد التطور والتقدم للأمم، فهذه الدراسات العلمية ضرورية جدا لمواكبة التطورات التي تلامس حقل التعليم، فلا ضير من الاستفادة من الخبرات الدولية المتقدمة في هذا المجال، فدولة مثل السويد على سبيل المثال وليس الحصر قررت إلغاء التعلم عن طريق الكمبيوتر والعودة إلى الدفتر والقلم، لأنها وجدت أن الطلبة فقدوا مهارة الكتابة والخط باليد! وزارة التربية والتعليم... ما رأيكم؟. * كاتب وإعلامي بحريني