عزيزي النائب مع التحية

| علي جلال

إذا كنت ترغب أن يحبك ناخبوك الذين أوصلوك إلى كرسي المجلس ومزاياه، فاحرص على أن تهتم بما يهتمون به، فإذا تواصل معك الناخب الذي تمثله، فأشعره بأهميته، واسمعه ثم اسمعه ثم اسمعه، وتفاعل مع مشكلته وهمّه، واعلم أنك متى ما خذلته، فإنه لن يفكر في التواصل معك مجددا، بل سينصرف عنك بعد خيبة أمله فيك، وربما صار بعدها وبالا عليك وعلى صورتك أمام الناس، فلا تُذكَر في مناسبة إلا وجدتَهُ ذامًّا لك، يذكر تجربته العقيمة معك، لذا اهتم بكل من يلجأ إليك، وحاول أن تتمثلهم وتشبههم إن أمكنك، وتشاركهم همومهم، صحيح أن العلاقة بينك وبين ناخبيك علاقة مؤقتة، وقد لا تكون عميقة، ولكن اسع خلال هذه المدة لأن تظهر محبتك لهم، وحاول خدمتهم ومتابعة مشاكلهم، إياك أن تتذمر وتتعذر أبدًا، فمن يكثر التعذر والتبرير، يصعب عليه التحسين والتجويد والتغيير. لم يجبرك أحد على الترشح، وهي ليست مغامرة تستكشف فيها قدراتك، وبما أنك أصبحت النائب والممثل لهؤلاء المواطنين، فاحرص كل الحرص على أداء واجبهم وأكثر، افتح المجال أمامهم لتفَهّم معاناتهم، حاول أن تكون أفضل نائب مثَّل الناس، لا ترتخِ في أية قضية طُلِبَت منك المساعدة فيها، وابدأ من اليوم مهما كان هناك من قصور منك فيما مضى، من السهل التخلي عن ناخبيك وعدم التجاوب معهم، لكن يجب عليك أن تؤمن بأنه يوجد ما يمكنك عمله لهم، وأن توفر الاستجابة السريعة لمشاكلهم، وأن توجههم وتأخذهم إلى الطريق الذي يمكن من خلاله حل معاناتهم وتفريج كرباتهم، لا نختلف على أنك لا تملك عصا موسى، وأن كثيرا من المشاكل ليس بيدك حلها، لكنك محاسب أمام الله – سبحانه - على ما تقدر عليه ولم تقم به. لقد أتاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه الفرصة أمامك لتمثل الناس، وتخدمهم، وتراعي مصالحهم، وقد أقسمت على ذلك، فتذكر القسم ولا تخذل ناخبيك عزيزي النائب.

* كاتب بحريني