بين العدوان والمقاومة

| عبدعلي الغسرة

العدوان الأخير على قطاع غزة هو سلسلة من الاعتداءات المستمرة والمتواصلة على فلسطين وشعبها، والذي يتصاعد ويستمر لفترة محدودة ما بين الأسبوع والعشرة أيام بين العدو والمقاومة، ثم يتوقف لفترة، ويتجدد لفترة زمنية ثم يتوقف، وهكذا يستمر العدوان والمواجهة، وتستخدم المقاومة وسائل قتالية مُتعددة وصاروخية مُتجددة، لتصبح لديها القدرة على ضرب أبعد نقطة في فلسطين المُحتلة بنحو (250) كلم. وكثيرًا ما يستخدم الإسرائيليون أسلحة مُحرمة دوليًا، مثل الفوسفور الأبيض واليورانيوم المُنضب وأشكال متنوعة من المتفجرات. الغارات الجوية تتركز على المنشآت الحيوية والطرق العامة والمنازل، والأخيرة ارتكزت على اغتيال عدد من قيادات حركة الجهاد، بجانب استشهاد أعداد من المدنيين الفلسطينيين من النساء والشباب والأطفال، ويستهدف كذلك الاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية، وهو عدوان مدعوم من قبَل القوى الأميركية والغربية. العدوان المُستمر على فلسطين منذُ 1948م، عدوان مُبرمج لتنفيذه باستمرار، ولا يتوقف ضد الأرض وشعبها وقياداتها، بل طال مئات الآلاف من أبناء فلسطين ومُدنها وقراها وثقافتها وتراثها الحضاري والديني. العدوان والمقاومة معادلتان متنافرتان، مختلفتان بالأهداف والمبادئ، فالعدوان جريمة من أجل السيطرة والاستلاب، والمقاومة جهاد من أجل تحرير الأرض وصد العدوان عنها، فالمعركة طويلة وشاقة ومريرة، تتطلب المزيد من التضحيات، والتلاحم بين قوى المقاومة الفلسطينية، وصِدق الدعم العربي الرسمي والشعبي، فالتلاحم في خندق واحد يَمنع العدو ويَصد قدراته العدوانية، والوحدة النضالية القتالية للمقاومة الفلسطينية ترفع روحها النضالية، وتعبد طريقها نحو تحقيق أهدافها. العدوان الدائم والمستمر على فلسطين جريمة حرب، فهو غير مهتم بأبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها المواثيق الدولية والشرائع السماوية، العدوان على فلسطين يمثل عدوانا على الأمة العربية وشعبها. * كاتب وتربوي بحريني