نصب تذكارية تخلد أسماء الرواد في الميادين العامة

| أسامة الماجد

تشعر بالرضا عندما تدخل أي مبنى أو منشأة وتشاهد لوحات حائطية كبيرة من رسوم وحفر بارز، فهذا هو التعبير الجمالي بالمعنى الدارج للكلمة، ومثلما نهتم بإنشاء الطرق الحديثة والتصاميم للكثير من المباني والمنشآت، نتمنى أن تقوم الجهات المختصة كوزارة البلديات ووزارة السياحة، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، بإدخال الفنون التشكيلية في التخطيط والعمارة، ولعلنا نركز على أهمية وضع نصب تذكارية تخلد أسماء عدد من رواد الأدب والفكر والفن البحرينيين في الميادين العامة وساحات الأسواق، وحتى داخل المجمعات التجارية، فالسياحة كما نعرف فن وتنمية واقتصاد ولابد أن نحذو حذو الكثير من الدول التي تهتم بوضع النصب التذكارية لجيل الرواد في الميادين والمنشآت العامة، ليتعرف عليها السائح ويشاهدها الجمهور صباحا ومساء، حيث تلعب هذه النصب التذكارية دورها في وصل الحديث بالتراث القديم.

لقد زين سقف أوبرا باريس برسومات “مارك شاجال”، كما وضعت تماثيل “ميلو” البرونزية في حدائق “التويلري”، وفي كل بلد أوروبي وآسيوي نشاهد نصبا تذكارية للفلاسفة والزعماء والرسامين والموسيقيين والأدباء، بل حتى أن موسكو كانت تسمى مدينة الألوان، وفي جمهورية مصر العربية الشقيقة وتحديدا في القاهرة شاهدنا العديد من النصب التذكارية لشخصيات شهيرة، وغيرها من الدول العربية، وكل هذا يمثل الخيوط الملونة لشكل الثقافة وخلق أبعادها الحضارية المرتبطة بالعصر وتراث الأمة.

إن بناء النصب التذكارية للشخصيات الأدبية والفكرية وغيرها، اتجاه فكري عالمي قديم، يسعى إلى خدمة المجتمع وحماية التراث عن طريق العمل الفني، وأتصور أننا يجب أن نلحق بهذا الركب ونتعدى مرحلة تجميل المدن والمباني، وهناك قطعا فنانون ونحاتون بحرينيون يمتلكون طرقا ذاتية أصيلة متميزة وفريدة في النحت، من الممكن الاستعانة بهم ليأخذوا دورهم الطبيعي اللائق.

أتمنى حقيقة من المسؤولين أن يولوا هذا الموضوع اهتماما كبيرا لأنه يعتبر قمة التعبير وجميع القيم والمثل الاجتماعية والفكرية والجمالية.

* كاتب بحريني