ستة على ستة

صوت الأذان في شوارع الأستانواي

| عطا السيد الشعراوي

بهذه الجملة عبرت سيدة عن فرحتها الغامرة بعد أن نجحت ابنتها في الحصول على إذن لإطلاق الأذان في مساجد إحدى المدن الأميركية خلال شهر رمضان، بعد صعوبات ومحاولات دؤوبة في الوقت الذي ابتلينا فيه بنفر ينتمون للإسلام ويعيشون بأرضه لكنهم يناصبونه العداء بآراء وأفكار تحمل حقدًا وكرهًا شديدًا لشعائر هذا الدين ومحاولة الانتقاص منها وإثارة الشكوك حولها وإشاعة اتهامات سخيفة ومبررات واهية ليسبغوا على حديثهم الحاقد وجاهة زائفة ومنطقية مصطنعة. الشابة رنا عبدالحميد فتاة مصرية حملتها فطرتها السليمة وطبيعتها غير المتكلفة، ودفعها شوقها لسماع الأذان في شوارع البلدة التي تعيش فيها لتجتهد وتحاول حتى تحققت أمنيتها باستصدار قرار رسمي يسمح بالأذان عبر مكبرات الصوت الخارجية بعد مرور 31 عاما لم يسمع فيها صوت الأذان خارج المساجد في بلدة أستوريا (عدد سكانها نحو 15 ألف نسمة) بولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقطنها عدد كبير من الجاليات العربية المسلمة منها المصرية والجزائرية والمغربية، بالإضافة إلى وجود العديد من المساجد (نيويورك بها أكثر من 800 ألف مسلم). وحرصت والدتها على تسجيل تلك اللحظات التاريخية في حياة هذه المدينة والمسلمين فيها ونشر أول مقطع لصلاة يتم إذاعتها عبر مكبر الصوت، وكتبت: “الحمد لله صوت الأذان في شوارع الاستانواي لأول مرة”. أما عن صاحبة القضية نفسها، فقد كتبت كلمات بسيطة لعل من يعادون شعائر الدين يفهمونها جيدًا، قائلة: “بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون، يصلي المسلمون خمس مرات في اليوم، في تلك الصلوات لدينا نداء جميل للصلاة، تتم المناداة بصوت عالٍ للأغلبية المسلمة، وغالبًا ما تصبح مجتمعاتنا أكثر حنينًا إليه في الغربة”. واضح من أحاديثها عقب هذا النجاح أنها انطلقت من مبدأ العدالة، حيث تدق أجراس الكنيسة في المدينة، فقامت مع فريق عمل بالتنسيق مع القادة المحليين واسترشدت بإدارات المساجد في مدن أخرى بنيويورك والتي تقوم بالأذان بمكبرات الصوت، كما حرصت على معرفة آراء الجاليات غير المسلمة إلى أن توجت الجهود بالنجاح. كاتب مصري