سوالف

“السؤال الغبي... بترشح من؟”

| أسامة الماجد

بدون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬التفصيلات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرشحين‭ ‬لمجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والبلدي،‭ ‬طرق‭ ‬باب‭ ‬منزلنا‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬لإحدى‭ ‬المرشحات‭ ‬للمجلس‭ ‬البلدي،‭ ‬وحصلت‭ ‬معي‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬الفريق‭ ‬إن‭ ‬مرشحتهم‭ ‬“كفاءة”‭ ‬وقد‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الآخرين‭ ‬ممن‭ ‬سبقوها،‭ ‬وبعدها‭ ‬طرحوا‭ ‬علي‭ ‬سؤالا‭ ‬أحدث‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬تيارات‭ ‬حارة‭ ‬وباردة‭ ‬وأحاسيس‭ ‬مؤلمة‭ ‬ومفرحة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬“بترشح‭ ‬من؟”‭.‬

بدون‭ ‬رحمة‭ ‬ورأفة‭ ‬وغفران‭ ‬قلت‭ ‬لهم‭.. ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬شخصي‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬عليكم‭ ‬عمله‭ ‬هو‭ ‬إعطائي‭ ‬برنامج‭ ‬المرشحة،‭ ‬وبعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليه‭ ‬ومقارنته‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬برامج‭ ‬المرشحين‭ ‬في‭ ‬الدائرة،‭ ‬سأختار‭ ‬ما‭ ‬أراه‭ ‬مناسبا‭ ‬لدائرتي‭ ‬وعن‭ ‬قناعتي‭ ‬الشخصية‭ ‬وليس‭ ‬إملاء‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقة‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬لنفسها‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬بغير‭ ‬ألغاز‭ ‬أو‭ ‬أسرار‭. ‬

بوضوح‭ ‬أشد،‭ ‬هذه‭ ‬طريقة‭ ‬متخلفة‭ ‬وفوضوية‭ ‬بالوزن‭ ‬والإيقاع،‭ ‬وتضر‭ ‬المرشح‭ ‬أو‭ ‬المرشحة‭ ‬بدون‭ ‬وعي‭ ‬منهم،‭ ‬لأن‭ ‬مهمة‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يساند‭ ‬المرشح‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الملصقات‭ ‬والصور‭ ‬والبرنامج‭ ‬ومختلف‭ ‬الأمور‭ ‬الدعائية،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أبدا‭ ‬طرح‭ ‬أسئلة‭ ‬غبية‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭ ‬مثل‭ ‬“بترشح‭ ‬من؟‭ ‬اخترت‭ ‬مرشح‭ ‬أو‭ ‬لا؟”،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬قواعد‭ ‬وطرقا‭ ‬أساسية‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬الخروج‭ ‬عنها،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التشجيع‭ ‬واصطناع‭ ‬اللطف‭.‬

اتركوا‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار‭ ‬للمواطن‭ ‬جسما‭ ‬وعقلا‭ ‬وأدبا،‭ ‬ولا‭ ‬تمطروه‭ ‬بأسئلة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حقكم‭ ‬طرحها،‭ ‬وابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬المنطق‭ ‬الرجعي،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬مرشح‭ ‬بلدي‭ ‬أو‭ ‬نيابي‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ولا‭ ‬ينظر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬واحدة،‭ ‬أو‭ ‬سيجد‭ ‬من‭ ‬يصرخ‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬وفريق‭ ‬عمله‭.. ‬لم‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬حدودك‭.. ‬متى‭ ‬تفتحون‭ ‬عيونكم‭ ‬ومتى‭ ‬تفهمون‭.‬

الصخب‭ ‬المؤيد‭ ‬لكل‭ ‬مرشح‭ ‬بلدي‭ ‬أو‭ ‬نيابي‭ ‬لا‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يصادر‭ ‬حرية‭ ‬الناخب‭ ‬والظهور‭ ‬أمامه‭ ‬بأقنعة‭ ‬متعددة‭ ‬متلونة،‭ ‬فقط‭ ‬اكتفوا‭ ‬بتسليمه‭ ‬البرنامج‭ ‬واتركوا‭ ‬الموقف‭ ‬النهائي‭ ‬له‭ ‬شخصيا‭.‬