أنظمة الدفع الآلي

| د. عبدالقادر ورسمه

بعد الثورة التقنية وما صاحبها من تطور في خدمة الهواتف والحواسيب والإنترنت بشكل عام، ظهرت تطبيقات أنظمة الدفع الإلكتروني كأحد الأمثلة على دور هذه التقنية في حياتنا.  وبسبب تطبيقات الأنظمة أصبح من الممكن إرسال واستقبال الأموال بسهولة بعد إنشاء حساب على هذه التطبيقات. والتطبيقات متعددة، ويتم تقسيم طرق الدفع الآلي إلى ثلاثة أنواع. أولها طريقة الدفع مرة واحدة من الزبون للبائع. وهذه تعتبر أسهل وأبسط طرق الدفع الآلي، ويتم استخدامها بشكل رئيسي في مواقع التجارة الإلكترونية. ويتم تنفيذ هذه الطريقة، عند قيام الزبون بإدخال المعلومات الخاصة المتعلقة ببطاقة الائتمان أو بطاقة خدمة الدفع الإلكتروني في أو ضمن موقع المتجر لشراء ما يرغب فيه، وتنتهي هذه العملية فور إتمام عملية الشراء ونقل المبلغ المحدد لحساب التاجر البائع. وثانيها طريقة الدفع المتكرر من الزبون للبائع.  وهنا يقوم الزبون بدفع الفاتورة أو قسط أو اشتراك دفع بشكل دوري متعدد في تواريخ متفق عليها. وهذه الطريقة تعتبر الأكثر استخداما من قبل شركات التأمين والبنوك التي تتطلب الدفع بشكل متكرر خلال فترات محددة. وثالثها طريقة الدفع التلقائي من البنك إلى البائع مباشرة، وليتم استخدام هذه الطريقة يجب أن يكون البنك داعما لخدمة الدفع الآلي. وللقيام بالخدمة يجب تسجيل الدخول بحساب الزبون على الموقع بالبنك، وإضافة معلومات الدفع الخاصة بالبائع والسماح للبنك بتقديم خدمة دفعات تلقائية في خلال فترات معينة محددة.  تعتبر أنظمة الدفع الآلي الإلكتروني من التقنيات المستخدمة عبر الإنترنت، وأخذت سريعا في التطور بفضل التقنيات المستخدمة وسبل الأمان التي تم توفيرها؛ لحماية الدفع الآلي وبذلك أصبحت متفوقة مقارنة بطرق التحويل التقليدية في جوانب كثيرة، منها أن الدفع الإلكتروني غير مقيد بمكان تواجد التاجر أو الزبون، وهذا يظهر في التجارة الإلكترونية.  وبسبب هذا، فإن الدفع الإلكتروني يساعد في جذب زبائن جدد وبشكل دائم من كافّة المناطق. بل كل العالم أصبح متجرا مفتوحا لتلبية طلبات الزبائن. إضافة لهذا، نجد أن طرق الدفع الإلكتروني ذات فعالية كبيرة مقارنة بالطرق التقليدية، وأصبحت تتميز بسرعتها وكفاءتها العالية في معالجة عمليات الدفع المختلفة.  ولهذا أصبحت طرق الدفع الآلية مفضلة ويلجأ لها الكثير، واليوم أصبح من الممكن القيام بعمليات الدفع الإلكتروني من خلال الحاسوب أو الهاتف في يدك. وفي بعض الحالات قد يكون كل ما تفعله المصادقة على عمليات الدفع من خلال تقنيات فتح القفل باستخدام التعرف على الوجوه أو البصمة. وللعلم، فإن شركات التقنية تتباري في هذا الخصوص، وفي كل يوم نجد الجديد من المنتجات التي تساعد في تسهيل المزيد من العمليات التقنية بما في ذلك تأمين عمليات الدفع الآلي. وأيضا، دخول الكثير من شركات التقنية الكبيرة ضمن هذه المجالات، أدى لزيادة المنافسة مما سهل تطبيق التقنية وأدى لتقليل التكلفة.  وكما أوضحنا، فإن للدفع الإلكتروني فوائد عديدة، ولكن في الكفة الأخرى، هناك سلبيات كما هو الحال مع أي تقنية أو خدمة وكما نعرف وجود الخير والشر معا. وبالرغم من أن الميزات التي يقدمها الدفع الآلي تطغى على السلبيات، إلا أن ذلك لا يعني أنها مثالية ولا تحتاج إلى التطوير.  ومن أبرز سلبيات أنظمة الدفع الإلكتروني نذكر، مشكلة الأمن السيبراني الذي يهدد كل مجالات التقنية. وبصفة عامة، تعتبر أنظمة الدفع الإلكتروني آمنة إلى حد كبير، ولكنها ليست محصنة بالكامل أمام عمليات الاختراق والاحتيال التي تستهدف هذا النشاط لارتباطه بالأموال والمال السائل. ومن السلبيات عدم القدرة على إخفاء الهوية والبيانات الشخصية (بيرسونال داتا)، خاصة وأن أنظمة الدفع الإلكتروني تطالب بالكشف عن معلومات وبيانات المستخدم والاسم ومكان السكن وبعض البيانات الشخصية الأخرى الحساسة. وبالرغم من أن ذلك قد يساعد على منع بعض العمليات الإجرامية، إلا أن نظام الدفع الآلي يقوم بتسجيل البيانات وعمليات الدفع، وهذه المعلومات قد يُساء استخدامها لأي سبب.  ويوميا هناك مئات القضايا والشكاوى في هذا الخصوص، ومن ضمن القائمة نجد أسماء أكبر شركات التقنية.  إن عمليات الدفع الآلي بدأت لتبقى؛ لأنها جزء من عصر التقنية وعصر السرعة، وعلينا الاستفادة منها. وننبه، إلى أن دورنا الشخصي كبير، بل أساسي في استمرار هذه العمليات التقنية لتحقيق الفائدة.