تهيئة مضاعفة

| ندى نسيم

في كل عام تجري العادة باستعداد الأبناء للدخول للمدرسة، وذلك بعد انقضاء موسم الصيف وبدء العام الدراسي الجديد الذي يتطلب الاستعداد المسبق لاستقباله، ومن هنا تبدأ مسؤولية الأسرة في تهيئة الأبناء للعودة للمدرسة من خلال توفير الاحتياجات اللازمة وتجهيز المتطلبات التي تؤهل الابن للانخراط في الحياة المدرسية وبذل المجهود لتلقي التعليم بصورة إيجابية من خلال التفاعل الحيوي والسليم طوال العام الدراسي. إن التهيئة النفسية والأسرية في هذا العام تحمل الوالدين مسؤولية كبيرة، خصوصا بعد مضي عامين والأبناء يتلقون التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا، لذا فإن عودتهم للانتظام في الدراسة تتطلب تهيئة مضاعفة، وذلك بحسب المراحل الدراسية، طلاب المرحلة الأولى يحتاجون إلى تحبيب وترغيب في الجو المدرسي الذي سيشكل حياة جديدة لطلاب ربما لم تتح لهم فرصة رؤية المدرسة والتعرف على آلية الدراسة بانتظام عن طريق الحضور الفعلي والتعرف على المدرسات والزملاء وماهية التواصل الصحيح، أما طلاب المراحل الإعدادية والثانوية فإنهم يحتاجون إلى إعادة برمجة لنظام حياتهم، حيث يتناسب نظامهم مع المدرسة، كأن يتم تعديل ساعات النوم والابتعاد عن السهر وكذلك الاهتمام بالتغذية السليمة، وعدم استسهال التعليم، بل يجب أن يحرص الوالدان على وضع الأهداف للسنة الدراسية الجديدة مع الأبناء ورفع سقف التوقعات في تحقيق النجاح وفي الجهد الذي سيبذل طوال العام. إن تهيئة الأبناء للدخول للمدرسة مسؤولية مشتركة بلا شك، تبدأ من الأسرة وتنتهي في المؤسسات التعليمية التي لن تتأخر عن تقديم شتى أنواع الدعم النفسي للطلاب لإعادة تفاعلهم في الحياة المدرسية بصورة صحية وناجحة.