من تحديات الأطروحات البحثية

| علي جلال

ما‭ ‬أكثرَ‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬باحثي‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭: ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬صورة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬مخيلة‭ ‬الباحث‭ ‬لأطروحته‭ ‬البحثية،‭ ‬فهو‭ ‬يريدها‭ ‬فريدة،‭ ‬قوية‭ ‬كالصلب،‭ ‬لها‭ ‬مشكلة‭ ‬بحثية‭ ‬لم‭ ‬تطرق‭ ‬بعد،‭ ‬وإطار‭ ‬نظري‭ ‬براق،‭ ‬ومنهج‭ ‬بحثي‭ ‬محكم،‭ ‬وسياق‭ ‬متكامل‭ ‬لا‭ ‬تشوبه‭ ‬شائبة،‭ ‬ونتائج‭ ‬مبهرة‭.. ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬التمنيات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يسعها‭ ‬الوقت‭ ‬اللازم‭ ‬للتسليم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عراقيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬وتحديات‭ ‬الموافقات‭ ‬اللازمة‭.‬

لذا‭ ‬أنصح‭ - ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تجربة‭ - ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واقعيًا‭ ‬في‭ ‬العنوان،‭ ‬والمشكلة،‭ ‬والأهداف‭ ‬البحثية،‭ ‬وتكون‭ ‬محددًا‭ ‬في‭ ‬منهجيتك‭ ‬وأدواتك،‭ ‬ضمن‭ ‬الوقت‭ ‬المتاح‭ ‬لك،‭ ‬وأن‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬المثالية‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬العدو‭ ‬اللدود‭ ‬لإنجاز‭ ‬بحثك،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مرونتك‭ ‬وواقعيتك‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬الأساسي‭ ‬لسيرك‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬البحثية،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬لي‭: ‬اضطررت‭ ‬لتغيير‭ ‬أطروحتي‭ ‬البحثية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬فكنت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أجمع‭ ‬المراجع‭ ‬والدراسات‭ ‬السابقة‭ ‬للموضوع،‭ ‬بل‭ ‬وأنهي‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬منه،‭ ‬ثم‭ ‬تضطرني‭ ‬تلك‭ ‬العراقيل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أختار‭ ‬موضوعا‭ ‬جديدا،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مختلف،‭ ‬وله‭ ‬مراجع‭ ‬ودراسات‭ ‬سابقة‭ ‬مختلفة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬تقريبًا‭.‬

كم‭ ‬تعطلت‭ ‬نتاجات‭ ‬وبحوث‭ ‬ودراسات‭ ‬بفعل‭ ‬عدم‭ ‬مواءمة‭ ‬الباحث‭ ‬بين‭ ‬سقف‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬بناه‭ ‬في‭ ‬مخيلته،‭ ‬وبين‭ ‬واقع‭ ‬الإجراءات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬قياس‭ ‬مدى‭ ‬إمكانية‭ ‬طرق‭ ‬المشكلات‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العناوين‭ ‬من‭ ‬مجهودات‭ ‬وأوقات‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتاح‭ ‬للباحث‭ ‬استكمالها‭ ‬ضمن‭ ‬فسحة‭ ‬الوقت‭ ‬التي‭ ‬تحددها‭ ‬الجامعات‭.‬