لمحات

خطاب جلالة الملك

| د.علي الصايغ

تعد مملكة البحرين من أكثر الدول التي تتسم بمجتمع متآلف ومتجانس لا تفرقه التعددية ولا الأديان ولا المذاهب، وينعم الفرد في البحرين بحرية قد لا يجدها الكثير من الناس في بلدانهم، منها حرية ممارسة المعتقدات الدينية والمذهبية دون أية منغصات. وأكبر شاهد على ذلك نجاح مراسم العزاء في عاشوراء من كل عام، وعلى مدى الأزمان، وهذا النجاح يأتي بفضل تظافر جميع الأطراف، وانسجام المجتمع البحريني وتماسكه، ويكتمل هذا النسيج ويقوى بالاهتمام منقطع النظير الذي توليه القيادة ممثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والذي يؤكد في خطابه بمناسبة نجاح إحياء عاشوراء هذا العام، وفي كل خطاباته السامية السابقة في ذات المناسبة على أن البحرين واحة أمن وتعايش، وأن نجاح مراسم إحياء ذكرى عاشوراء لم يتأت إلا بتكاتف الجهود كافة، وأن هذا الاهتمام يتوج المكانة العظيمة التي تحظى بها ذكرى عاشوراء ليس عند مذهب معين بحد ذاته، إنما لدى المسلمين كافة. ويشيد جلالته في خطابه بجهود فريق البحرين الذي أسهم في إنجاح مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، وأثبت الجميع - كما اعتدنا دائماً - أن البحرين نسيج وطني واحد متماسك، يتفهم ويقبل التعددية، ويحارب الانقسام، ويهيئ المساحة الكافية لممارسة الحريات العقائدية والمذهبية، وهي نعم أسبغها الله على البحرين وأتمها، ومنَّ بها عليها حتى صارت أنموذجاً يحتذى به في حسن التعايش والترابط المجتمعي على أسس من المودة والتسامح والاحترام.