سوالف

فليجنِّدْ كلٌّ منَّا نفسه ليروي بذرة “السلام”

| أسامة الماجد

الدعوة إلى السلام والمحبة بين الناس دعوة أصيلة في جوهر مملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وهذا ما جعل البحرين تصعد إلى القمم الشامخة في تاريخ الدعوة إلى السلام، وجميع الأديان التي عرفتها البشرية دعت إلى السلام والابتعاد عن المنازعات والحروب ودوافعها، وكذلك الفلاسفة والمصلحون، أفلم تقم دعوة غاندي على ثلاثة معان، الحب، ضبط النفس، الصدق، وكيف دعا إلى استعمال قوة الحب، بوصف الحب القوة التي لو عمت الدنيا لأحدثت ثورة في مثل الإنسانية العليا ومحت الشرور وقضت على الروح الحربية، وتولستوي حرم استعمال العنف أيا كانت صورته، وأيا كان باعثه، وأيا كانت ظروفه.

لا نعلم لماذا هناك من لا يزال يريد التفكير كما كان الحال في غابر الزمان، وهو يرى نشاط وتفاعل الدول من أجل السلام، وكيف أصبح العالم مترابطا وباتت شؤونه قاطبة تعني كل فرد يعيش على الأرض. العصور الرائعة لا تحققها أغاني الماضي، إنما تحققها مثاليات السلام والتكاتف والتسامح والمبادئ وأرفع القيم الإنسانية، لأن السلام انتصار للبشرية وصيغة محددة لتقدم وازدهار العالم، وحصيلة التجارب علمت البشرية أن دق أجراس السلام وخطو خطوة واحدة نحوه يكون بمثابة البسمة التي تلمع في ثغور الأجيال تلو الأجيال.

البشرية أبناء أسرة واحدة، والمعمورة محلهم، وكما قال أحد الكتاب: “إن السلام نبات كأي نبات سواه، يحتاج إلى من يبذر البذر، ومن يقيه، ويرويه، ويرعاه. فليجند كل منا نفسه ولو لأيام في السنة، أو دقائق في اليوم، ليرعى هذا النبات الجميل حتى ننعم بأريجه المعطر، ونفرح بصورته الباهرة”.

في هذا الزمن ارتفع صوت قوي مدو، يدافع عن البشرية جمعاء، وهو السلام والانطلاق إلى أرفع مراحل السمو الإنساني.