زبدة القول

الإفلاس وإشعال المعارك الإعلامية

| د. بثينة خليفة قاسم

لا أدري لماذا يقوم إعلامي معروف بتفجير قضايا أو اختلاق قضايا غير مفيدة من وقت لآخر، والدخول في معارك مع رواد السوشال ميديا، ولا ينال سوى غضب وكراهية الملايين من هؤلاء الناس. هذه المرة قام الإعلامي المعروف باستخدام مثل غريب جدا من أجل التصدي للتشدد الديني الذي تمارسه بعض الجماعات، رغم أنه بالإمكان التصدي للتشدد والتطرف الديني بسبل أخرى غير هذا المثال العجيب الذي استخدمه صاحبنا، فقد خاطب الرجل الشباب المتشدد قائلا: “من ولد منكم في الستينات من القرن الماضي سيجد صورا لجدته ووالدته وهي ترتدي المايوه! وإن هذه الجدة وهذه الأم لم تكن منحرفة ولا خاطئة”! وكأن الأخ لم يجد مثالا آخر يهاجم به التشدد سوى الحديث عن مايوهات الجدات والأمهات اللاتي عشن في الستينات من القرن الماضي، فهل هذه رسالة إعلامية ناجحة؟ هل هذا المثال تحديدا يقنع أحدا سواء كان متشددا أو غير متشدد؟ أنا شخصيا غير متشددة، لكنني لم أستصغ هذا المثال الذي استخدمه صاحبنا ووجهه إلى مجتمع شرقي مسلم، فلا والدتي ولا جدتي ولا أية سيدة أعرفها في المجتمع الذي أعيش فيه لديها صورة كالتي تحدث عنها الإعلامي المشار إليه. كان بإمكان الإعلامي المعروف ان يهاجم التطرف والتشدد ويضرب أصحابه في مقتل بعيدا عن حديث المايوهات المستفز، لكن يريد الاعتماد على المكايدة والانتقام ويريد إشعال معركة من معاركه التي اعتاد عليها منذ فترة ولم يحقق من ورائها سوى إحداث فتنة بين المجتمع الذي يعيش فيه. المعروف أن من يفجرون هذه المعارك الفارغة هم في الحقيقة يسعون إلى الشهرة والذيوع من خلال التصادم مع قيم المجتمع، لكن ما حاجة إعلامي مشهور للقيام بذلك؟.