مواقف إدارية

هو يرى الصداقة هكذا!!

| أحمد البحر

سألت‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭: ‬متى‭ ‬تعرف‭ ‬أو‭ ‬تتوقع‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ربما‭ ‬خبرًا‭ ‬سعيدًا‭ ‬يخصك،‭ ‬لنقل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المهني‭ ‬مثلاً؟‭. ‬تبسم‭ ‬صاحبي‭ ‬وقال‭: ‬ربما‭ ‬تستغرب‭ ‬من‭ ‬إجابتي‭ ‬ولكني‭ ‬أريدك‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الإجابة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬واقعية‭ ‬ومواقف‭ ‬عشتها‭ ‬وعايشت‭ ‬بعضها‭ ‬وخبرها‭ ‬أصدقاء‭ ‬وزملاء‭ ‬لي‭. ‬شدني‭ ‬الزميل‭ ‬بمقدمته‭ ‬هذه‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬وبشيء‭ ‬من‭ ‬الحماس‭:‬

رجاء‭ ‬أخبرني‭ ‬بإجابتك‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تشويقي‭ ‬ورفعت‭ ‬لدي‭ ‬درجة‭ ‬الفضول‭ ‬حتى‭ ‬تجاوزت‭ ‬السقف‭ ‬المعتاد‭. ‬تأملني‭ ‬للحظات‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬الإجابة‭ ‬باختصار‭ ‬شديد‭ ‬هي‭ ‬عندما‭ ‬أرى‭ ‬وألمس‭ ‬تغييرًا‭ ‬فى‭ ‬سلوكيات‭ ‬وتصرفات‭ ‬أقرب‭ ‬الأصدقاء‭ ‬تجاهي‭. ‬نعم‭ ‬عندما‭ ‬الحظ‭ ‬الضيق‭ ‬والابتسامة‭ ‬الباهتة‭ ‬المصطنعة‭ ‬والانقطاع‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬أعرف‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شيئًا‭ ‬مفرحًا‭ ‬ربما‭ ‬مهنيًّا‭ ‬لي‭ ‬سمع‭ ‬عنها‭ ‬هذا‭ ‬الصديق‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬إجابتي‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭. ‬قل‭ ‬عني‭ ‬ما‭ ‬شئت‭ ‬ولكنها‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬كما‭ ‬أراها‭ ‬وأخبرها‭ ‬أنا‭. ‬ربما‭ ‬أكون‭ ‬مخطئًا‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعميمها‭ ‬ولكن‭ ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬تجربتي‭.‬

عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الصداقة‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬فإننا‭ ‬نعني‭ ‬كما‭ ‬تعرف‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ركائزها‭ ‬الصدق‭ ‬والمحبة‭ ‬والتفاهم‭ ‬والثقة‭ ‬والاخلاص‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬تلك‭. ‬لكن‭ ‬التعريف‭ ‬الذي‭ ‬شدني‭ ‬كثيرًا‭ ‬وأظنه‭ ‬الأقرب‭ ‬والأعمق‭ ‬والأكثر‭ ‬مساسًا‭ ‬بالروح‭ ‬والوجدان‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تعتبر‭ ‬الصداقة‭ ‬أعذب‭ ‬المناهل‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالحياة‭.‬

ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬للصداقة؟‭ ‬أخالك‭ ‬تشاطرني‭ ‬الرأي،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭ ‬وربما‭ ‬نتفق‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬رأي‭ ‬الزميل‭ ‬أو‭ ‬إجابته‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬آنفًا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭. ‬فالحياة‭ ‬تبدو‭ ‬أجمل‭ ‬وأبهى‭ ‬وأكثر‭ ‬بهجة‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬ذلك‭ ‬الصديق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يشاطرنا‭ ‬الافراح‭ ‬والأتراح‭.‬

ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ؟