سوالف

الدجالون ومدعو الوطنية.. قصص السكون الشامل

| أسامة الماجد

خرج‭ ‬علينا‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬أديب‭ ‬وظل‭ ‬يثرثر‭ ‬عن‭ ‬الأدب،‭ ‬وأن‭ ‬الأديب‭ ‬ليس‭ ‬مسؤولا‭ ‬أمام‭ ‬أية‭ ‬سلطة‭ ‬ولا‭ ‬ملتزما‭ ‬بشيء‭ ‬سوى‭ ‬مسؤوليته‭ ‬إزاء‭ ‬خليقته‭ ‬الفنية،‭ ‬فمسؤوليات‭ ‬الأديب‭ ‬فنية‭ ‬بحتة‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬الفن،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬مطالبا‭ ‬بإرضاء‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬لأنه‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬يختلف‭ ‬كل‭ ‬الاختلاف‭ ‬عن‭ ‬البقية،‭ ‬لكننا‭ ‬شاهدنا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتلفيق‭ ‬الزمني‭ ‬أو‭ ‬التاريخي،‭ ‬فالذي‭ ‬كان‭ ‬يدعي‭ ‬الأدب‭ ‬والاستقلالية‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬إلا‭ ‬برجل‭ ‬الدين‭ ‬وحده‭ ‬ومشتركا‭ ‬عمليا‭ ‬مع‭ ‬القيادات‭ ‬الدينية‭ ‬ومنتميا‭ ‬إليها،‭ ‬وقطع‭ ‬علاقته‭ ‬بالناس‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬الأدباء‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كاريكاتيري‭ ‬مضحك،‭ ‬وهاجر‭ ‬بعقله‭ ‬ووجدانه‭ ‬ليتمتع‭ ‬بخطب‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬لنا‭ ‬موجعة‭ ‬للقلب‭.‬

مشكلة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتلونين‭ ‬محاولتهم‭ ‬إقناع‭ ‬الجميع‭ ‬بأنهم‭ ‬خارج‭ ‬التنظيمات‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬ولهم‭ ‬نظرتهم‭ ‬ومبادئهم‭ ‬واتجاههم‭ ‬الواحد‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬آيديولوجية‭ ‬وأهداف‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬ثم‭ ‬تكتشف‭ ‬أنهم‭ ‬متثقفون‭ ‬تثقيفا‭ ‬سياسيا‭ ‬وبأعلى‭ ‬المستويات‭ ‬وعلى‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق،‭ ‬والقضية‭ ‬برمتها‭ ‬وأنماطها‭ ‬وأشكالها‭ ‬تتعلق‭ ‬بالروح‭ ‬العدائية‭ ‬ضد‭ ‬المجتمع‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬النص‭ ‬الأصيل‭ ‬للوطنية‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬والأحقاد،‭ ‬وما‭ ‬أكثر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬ادعوا‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي‭ ‬والسلام،‭ ‬ثم‭ ‬تفاجأ‭ ‬المجتمع‭ ‬بوشاياتهم‭ ‬الدنيئة‭ ‬والسير‭ ‬بخطى‭ ‬واسعة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الخير‭ ‬للمجتمع‭.‬

هؤلاء‭ ‬ذكروني‭ ‬بمن‭ ‬قال‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تناقض‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والشيوعية‭.‬