آل رحمة: الجائحة أعطتنا دروسا بعدم الاعتماد على دول بعيدة لتوفير احتياجاتنا
| حسن عبدالنبي وهبة محسن
الصناعات التحويلية تلعب دوراً حيوياً في تحقيق النمو المستدام المنطقة التجارية الأميركية ستفتح آفاقاً للتصدير لسوق قوامها 329 مليون نسمة
قال نائب رئيس لجنة الصناعة والطاقة في غرفة تجارة وصناعة البحرين، ياسر آل رحمة، إن هدف الحكومة خلق بيئة اقتصادية مستدامة للسنوات المقبلة عبر الإعلان عن المشاريع الكبرى وما تضمنها من المدن الجديدة ومشاريع البنى التحتية الكبرى.
وقال آل رحمة “ما جرى الحديث عنه هو السعي لاقتصاد أخضر وكما هو متعارف عليه، يُعرَّف الاقتصاد الأخضر Green Economy بأنه اقتصاد يهدف إلى الحدّ من المخاطر البيئية وتحقيق التنمية المستدامة دون أن تؤدي إلى حالة من التدهور البيئي، وهو يرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد الإيكولوجي، لكنه يتمتع بتركيز أقوى من الناحية السياسية”.
وأردف قائلاً خلال استعراضه تقرير الاقتصاد الأخضر الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في العام 2011: “لكي يكون الاقتصاد أخضر، لا ينبغي أن يكون فعالًا فحسب، بل أن يكون عادلًا أيضًا، إذ تعني هذه العدالة الاعتراف بأبعاد المساواة من الناحية المالية على المستوى العالمي والمحلي، خصوصاً في ضمان التحول العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون يتّسم بالكفاءة بالنسبة لاستخدام الموارد والشمولية الاجتماعية”.
وأوضح آل رحمة أن من السمات التي تميّز الاقتصاد الأخضر عن النُّظم الاقتصادية السابقة، وضعه تقييمًا مباشرًا لرأس المال الطبيعي وخدمات النظام البيئي؛ بوصفه ذا قيمة اقتصادية، إلى جانب تمتّعه بنظام محاسبة بيئية كاملة التكلفة، حيث يتم من خلاله تتبُّع التكاليف الخارجية التي تُعمّم على المجتمع عبر الأنظمة البيئية بشكل موثوق.
وأشار إلى أن زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي تعتبر من أولويات أي اقتصاد، حيث يعد أكبر المشغلين من ناحية الوظائف مقارنة بالقطاعات الأخرى، كما أن للقطاع دوراً إيجابياً في أي اقتصاد من جانب تعزيز الصادرات وتخفيض الميزان التجاري ما بين الدول، فضلاً عن إسهامه في تدفق النقد إلى داخل المملكة.
وبين أن الجائحة أعطت العالم الكثير من الدروس، ومن ضمنها ألا نعتمد على بلدان بعيدة لتوفير احتياجاتنا، خصوصاً مع ارتفاع كلف الشحن أوجدت فرص هائلة لاستقطاب الكثير من الصناعات وتوطينها في البحرين.
ومع التطور الصناعي قال إن أساليب التصنيع تطورت ولم يعد العامل ذو المهارات البسيطة هو المطلوب، ولكن ذوي المهارات العالية في الأتمتة والبرمجة هم من يقودون قطاع الصناعة، فالتصنيع القائم على المعرفة وتطبيق الأتمتة في أي منتج ممكن أن ننافس فيه كل العالم.
وعن الصناعات التحويلية، قال آل رحمة “في فبراير2021 دعا صندوق النقد العربي في دراسة أشارت إلى أن قطاع الصناعات التحويلية يلعب دوراً حيوياً في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام”، موضحاُ أنه يعتبر المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في العديد من الدول. بناءً عليه، تسعى الدول دوماً إلى اقتناء التقنيات الحديثة؛ بهدف زيادة الإنتاج ورفع الكفاءة الإنتاجية والقدرة التنافسية لقطاع الصناعة التحويلية وتغطية الطلب المحلي من السلع الوطنية، وتصدير الفائض من المنتجات إلى الأسواق العالمية وتحريك عجلة النمو والتنمية الاقتصادية”.
وفيما يتعلق بفرص مشاريع القطاع الخاص في المشاريع التنموية الكبرى وتخطيط المدن الخمس، قال آل رحمة: “تم طرح بعض المشاريع الكبرى كفرص استثمارية للقطاع الخاص كمترو البحرين بنظام (Built Operate & Transfer) BOT، ويعد هذا الطرح رائداً وفرصة حقيقية؛ لإنشاء شركات مساهمة عامة، والقيام بمثل هذه المشاريع ويجب على القطاع الخاص البحريني والخليجي الاستفادة من هذه الفرص قبل الشركات العالمية”.
وأضاف: “أن الاستثمار في البنى التحتية كشبكات المياه والكهرباء ممكن أن تتم عن طريق نظام الـ BOT ويمكن أن تكون فرصة للقطاع التجاري والصناعي في المملكة، هذا النوع من الاستثمار أصبح من الاستثمارات الناجحة والمعروفة إقليميا”.