في اللقاء الثاني والعشرون

منتدى البحرين للكتاب يناقش كتاب "الجيل الذي سيفقد ذاكرته"

أقام مركز عيسى الثقافي اللقاء الثاني والعشرون من منتدى البحرين للكتاب، حيث قدم قراءة في كتاب "الجيل الذي سيفقد ذاكرته" للمؤلفة د. انتصار البناء، والذي قدمه أ. زكريا رضي، وأدارته أ. زهراء المنصور، وبحضور نخبة من المثقفين والباحثين والمهتمين، وذلك وسط إجراءات وقائية واحترازية.

واستعرض زكريا رضي في منطلق اللقاء وبنظرة تحليلية غلاف الكتاب الذي تضمن لوحة لامرأة في بواكير العمر، متزينة ومسرحة الشعر، وتحيط رقبتها ما هو أشبه بورد اللافندر، وبعينين ممسوحتي المعالم بدتا وكأنهما سحبتا من الوجه قهراً كما وصف، وعلق قائلاً: "لعل ما تشي به لوحة الغلاف من تأويل أن المرأة هي الضحية دوما وهي الأضعف حلقة، وهي عنوان ذلك الجيل الذي سيفقد ذاكرته يوماً".

وبأسلوب تعقيبي ذكر رضي بأن الكتاب قد ارتكز على أربعة أساسيات يدور حولها الكتاب، وهي موضوع الثورة الرقمية والتفجر المعلوماتي الهائل، والثاني موضوع الإرهاب وصعود قوى اليمين المتطرف، والثالث موضوع تشكل الهويات الوطنية والذاكرة الجمعية والرابع موضوع تحديث الخطاب الديني، حيث اعتبر بأن هذه الأساسيات هي سرديات هذه العصر بفارق أنها سرديات مضادة أتت على أنقاض السرديات الكبرى من إيديولوجيات ويقينيات ومن أديان مطلقة الحقيقة حتى وجد من يطلق عليهم طائفة العلميين أو العلملوجيا.

وحذر رضي مستنداً لما جاء بالكتاب من هذا العلم الذي جاء لينقل البشرية نقلة نوعية في الرفاهية وفي تحويل مجمل الظواهر والأحداث المحيطة إلى حقل تجريبي مبني على الاستقراء للظواهر يتحول إلى آلة مدمرة لمفهوم الإنسان والإنسانية، وذكر بأن عند هذه النقطة تحديدا حاولت مؤلفة الكتاب أن تدق جرس الإنذار ومن أننا مقبلون على جيل جديد، لا هوية له ولا يرى الآخر إلا من خلال شاشة حاسوب، أو عبر تطبيق من تطبيقات العالم الافتراضي، وفي تساؤل عن المستقبل المرعب الذي ينتظرنا حينما نتخيل عالما تقوده الروبوتات لا الإنسان وأين نحن وأين الإنسان من هذه المعادلة الرقمية الرهيبة التي فرضت نفسها علينا.