زبدة القول

قرداحي نسي أنه أصبح وزيرا!

| د. بثينة خليفة قاسم

جورج قرداحي كان مذيعا، لكن الإنسان قد يجيد شيئا ولا يجيد أشياء أخرى، والأخ قرداحي على ما يبدو نسي أنه أصبح وزيرا، ونسي أن ما يثيره بعض الإعلاميين من قضايا قد لا يناسب رجال الدول والوزراء الذين يعرفون قواعد اللياقة وعدم الإساءة للدول، فقرداحي الوزير تحدث بشكل لا يليق عن دولة عربية كبيرة لها أياد بيضاء ولها تاريخ من العطاء تجاه لبنان.

عندما كان السيد قرداحي إعلاميا كان يمكنه أن يكون بوقا لحسن نصر الله أو غيره ويمارس حروبا بالوكالة باسمه أو باسم مرجعه الأعلى في إيران، وكان يمكنه أن يزيف الحقائق ويقول إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم، ويتناسى مذابحهم وجرائمهم، لكنه عندما أصبح وزيرا لا يجوز له أن يفعل ما فعل ويتحدث عن السعودية وكأنه واحد من الآلاف الذين يكتبون ما يليق وما لا يليق على وسائل التواصل الاجتماعي!

ما هي مهمة معالي الوزير اللبناني بالضبط؟ وما الذي استفاده أو ما الذي استفاده لبنان من هذه الفتنة التي فجرها السيد قرداحي؟ هل مهمة الوزير هي تدمير مصلحة بلده وخلق أعداء لها بسبب تصريح لن يسعد أحدا سوى حسن نصر الله وملالي إيران!

فليكن السيد قرداحي طائفيا كما يشاء، وليكن مخلصا ووفيا ومدافعا عن الحوثيين كما يشاء، لكن ليس من موقع الوزير في بلد ليس لحزب الله وحده، إلا إذا كان السيد قرداحي وزيرا لإعلام حزب الله وليس وزيرا لإعلام لبنان.