سوالف

من يحاسب هذا العضو البلدي على تقصيره بحق المواطن؟

| أسامة الماجد

إذا كان برتولت بريخت من الفنانين القلائل الذين تركوا أثرا عميقا في عصرنا مازال يتزايد ويتعمق يوما بعد يوم، فإن العضو البلدي “في إحدى الدوائر” قد فجر اسمه وتأثيره كالقنبلة كأكثر الأعضاء كسلا وتقديما للمسرحيات المليئة بالصور المكررة والمناظر التي شبعنا منها حتى التخمة، كل الإحصائيات المتوفرة لدينا تشير إلى أن هذا العضو البلدي صاحب الإنتاج الباهت كان أكبر خطأ وصوله إلى مقعد المجلس، وكلها أمور تمت في المقام الأول من أهالي الدائرة الذين صوتوا له! واليوم أصبحت لديهم نظرة مختلفة، ولكن بعد أن “فات الفوت” وانقضى كل شيء حيث لا تفصلنا على نهاية الفصل التشريعي إلا أشهر قليلة. ما يحيرنا في هذا العضو هو عدم معرفته ونزوله الحواري والطرقات للوقوف على مشاكل وطلبات أهالي الدائرة، حيث ينتظر وصول دعوة منهم لينتهز الفرصة – ونادرا ما يجدها - لزيارة أهالي الدائرة، وبعد أشهر طويلة يتفرغ بهدوء ليس للزيارة، إنما لنشر صور نشاط عادي مألوف كصيانة ونظافة طريق في أحد المجمعات، وكأنه حدث كبير يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية، أو مشروع تخرج من الجامعة، ونظرة مدققة لحركة هذا العضو تبين أنه لا يعرف في العمل البلدي سوى الاتصال “بتنكر الماي” وهذا بالنسبة له شيء جديد ومهم في العمل البلدي. أكتب عن هذا العضو البلدي بحرقة لأنه لم يقدم لأهالي دائرته أي شيء يذكر طوال السنوات الماضية، لا أزيز ولا هدير ولا ضجيج وضوضاء تدل على العمل بإخلاص، إنما مقادير مختلفة من النوم والكسل وتحرك هزيل بدون حماس، والسؤال الذي نطرحه بطقوسه وظلاله الصارمة، من يحاسب هذا العضو على تقصيره في حق المواطن وأهالي الدائرة، فهو إن لم يكن هذا ولا ذاك فقد يأتي غيره ويجلس محله ثم سيتساءل المواطن عن مصيره الغامض، هذه ليست مشكلة عادية إنما مسؤولية أمام الضمير وأمام الدولة.