"قال إنه بخير.. هذا كل شيء".. ميسي ورونالدو و"حُكم الزمن"

لن يقتصر التغيير الدرامي على مسيرتي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على انتقالهما مؤخرا إلى ناديين جديدين قبل بداية الموسم، وإنما سيتجاوز الأمر ذلك، على الأرجح، إلى واقع جديد يفرضه "الزمن".

رونالدو وميسي اللذان هيمنا على عرش الكرة العالمية لأكثر من 13 عاما في تنافس محموم، صبغ الكرة الإسبانية والأوروبية، وحتى العالمية، بصبغتهما الخاصة، باتا الآن على أعتاب فصل جديد، قد يكون "الأخير" في قصتي نجاح هائلتين.

قبل بداية الموسم شغل الاثنان عناوين الأخبار بصفقتي انتقال مدويتين، إذ عاد رونالدو، بعد 12 عاما، إلى بيته القدم مانشستر يونايتد، بينما غادر ميسي، بعد 17 عاما، معقله الأثير في برشلونة.

وبينما تباينت البدايتان الجديدتان بين تألق ملحوظ لـ"الدون" البرتغالي الذي نجح في هز الشباك سريعا، ومرارا، مع مان يونايتد، تعثر "البرغوث" في المشاهد الأولى، لكن الاثنين اشتركا في مواجهة "الواقع الجديد" الذي ظهر مجسدا بما لا يقبل مجالا للشك خلال الأيام الأخيرة.

أمام "يانغ بويز"، في دوري أبطال أوروبا، كان مانشستر يونايتد في حاجة ماسة إلى إحراز هدف ليعود بالنقاط الثلاث من  برن، مما دفع مدربه أولي غونار سولشكيار لسحب رونالدو في الشوط الثاني، والدفع بجيسي لانغارد بديلا، وذلك رغم أن رونالدو كان أحرز هدف فريقه الوحيد بالمباراة التي انتهت بهزيمة "الشياطين الحمر".

وفي "حديقة الأمراء" بدا سان جرمان عاجزا عن تخطي ليون في مباراة قمة بالدوري الإسباني ليقرر الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو سحب مواطنه ميسي في تغيير أثار علامات استفهام عدة.

في الحالتين، أمام يانغ بويز، وفي مواجهة ليون، ظهر النجمان الأسطوريان غاضبين لحظة الخروج من الملعب، بل وبلغ الأمر حد أن رفض ميسي مصافحة بوكيتينو وتبادلا ما بدا كلمات خشنة عند خط الملعب.

المؤكد أن كل شي تغير الآن، وهو ما سيدركه النجمان الكبيران سريعا، وفقا لصحيفة "ماركا"، فقد باتا الآن في منتصف الثلاثينيات من العمر: رونالدو (36 عاما)، وميسي (34)، وهم ما يعني أن اللياقة البدنية وقدرات الجسم لم تعد كما كانت، وإنما باتت الآن تحتاج إلى مزيد من الحذر والتعامل "الأكثر ذكاء" في نسبة المشاركة وزمن البقاء في الملعب.

رونالدو خارج الملعب

وفي حالة ميسي فإن الأمر يبدو أكثر تعقيدا، ففريقه الجديد سان جرمان يعد مخزنا للنجوم، وقد دافع بوكيتينو عن قراره عقب المباراة أمام ليون قائلا: "أعتقد أننا نعلم جميعا أن لدينا لاعبين رائعين في هذا الفريق المكون من 35 لاعبا، ولكمن 11 فقط يمكنهم اللعب (..) تتخذ القرارات لصالح الفريق وكل لاعب".

وتابع المدرب الأرجنتيني: "أحيانًا يقبل اللاعبون بذلك، وأحيانًا لا.. في نهاية الأمر، هذا سبب وجودنا هنا. هذه قرارات يجب اتخاذها من قبل المدرب. أما عن رد فعله (ميسي)، فقد سألته كيف يشعر؟ فقال إنه بخير.. هذا كل شيء.. هذا كل ما تبادلناه من كلمات"، بحسب "ماركا".

وترى الصحيفة الإسبانية أنه من المحتمل أن يضطر كل من ميسي ورونالدو، في هذا العمر المتقدم، إلى قبول المزيد من التغييرات المنتظمة أكثر مما اعتادوا عليه من قبل. ومع سعي كلا الناديين للفوز بالألقاب هذا الموسم، سيتعين على النجمين الأسطوريين، كما تقول "ماركا"، تقبل فكرة أنهما لن يلعبا كل ثانية من كل مباراة.