العمل الخيري عطاءٌ لا ينضب

| عبدعلي الغسرة

يقوم‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجهد‭ ‬البشري‭ ‬التطوعي،‭ ‬وهو‭ ‬متاح‭ ‬لجميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬تتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ويقوم‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬بتنمية‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬للمشاركين،‭ ‬ويُجسد‭ ‬مبدأ‭ ‬التراحم‭ ‬والتعاون‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬وينشر‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬والعطف‭ ‬بين‭ ‬أفراده،‭ ‬ويُربي‭ ‬النفس‭ ‬على‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء،‭ ‬وتقديرًا‭ ‬لدور‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬التنموي‭ ‬فقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للعمل‭ ‬الخيري،‭ ‬بهدف‭ ‬التوعية‭ ‬به‭ ‬ونشر‭ ‬أهدافه،‭ ‬وتوفير‭ ‬منصة‭ ‬مشتركة‭ ‬للعمل‭ ‬الخيري‭ ‬يتشارك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يستطيع،‭ ‬سواء‭ ‬الفرد‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬أو‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭.‬

والعمل‭ ‬الخيري‭ ‬نشاط‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬أو‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬الدولية‭ ‬لتقديم‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المحتاجون‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬والسلع‭ ‬والخدمات،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬إنساني‭ ‬نبيل‭ ‬لا‭ ‬يستهدف‭ ‬مصلحة‭ ‬شخصية‭ ‬وبدون‭ ‬بمقابل،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬ينفق‭ ‬من‭ ‬ماله‭ ‬الخاص‭ ‬لتوفير‭ ‬السُبل‭ ‬اللازمة‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬لمستحقيها،‭ ‬ويقوم‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للمحتاجين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬الضعيف،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬أرواح‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬وسط‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬بلادهم،‭ ‬وتخليص‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مآسي‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ويحارب‭ ‬انتشار‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬ويُقدم‭ ‬المساعدات‭ ‬للاجئين،‭ ‬ويُساهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المناطق‭ ‬الفقيرة‭ ‬بإنشاء‭ ‬المساكن‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬ورعاية‭ ‬الأيتام‭ ‬وتوفير‭ ‬الطعام‭ ‬والمياه‭ ‬والملابس‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭.‬

ويهدف‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وينقذه‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الجوع‭ ‬والعطش‭ ‬والمرض‭ ‬والتشرد،‭ ‬وينهض‭ ‬بمناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ويجعلها‭ ‬مهيأة‭ ‬للعيش‭ ‬الإنساني،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ ‬لتحقيق‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬للإنسان،‭ ‬ويُضيف‭ ‬البهجة‭ ‬والفرح‭ ‬للنفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬المحتاجة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬سُنة‭ ‬حميدة‭ ‬تتناقل‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وتقتدي‭ ‬بها‭.‬

ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تزخر‭ ‬بالعمل‭ ‬الخيري‭ ‬بجميع‭ ‬محافظاتها،‭ ‬ويسعى‭ ‬مواطنوها‭ ‬وجمعياتها‭ ‬الخيرية‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬لتوفير‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬المحتاجون‭ ‬من‭ ‬مساعدات‭ ‬مادية‭ ‬وعينية‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬وهذا‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬رقي‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بتقديم‭ ‬ما‭ ‬يستطيع‭ ‬لمن‭ ‬احتاج‭ ‬إليه،‭ ‬ووفر‭ ‬الرعاية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬ووفر‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬اليومية‭ ‬ومختلف‭ ‬الخدمات‭. ‬وبفضل‭ ‬الله‭ ‬والدولة‭ ‬والأيدي‭ ‬المُحسنة‭ ‬تحولت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬المحتاجة‭ ‬إلى‭ ‬أسر‭ ‬منتجة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعمها‭ ‬برأس‭ ‬المال‭ ‬وتزويدها‭ ‬بما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬إنتاجية‭.‬