سوالف

طالبان وداعش وحزب الله... عصابات المخدرات

| أسامة الماجد

لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬كـ‭ ‬“طالبان،‭ ‬وداعش،‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني”‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تجلب‭ ‬معها‭ ‬أفكارا‭ ‬مغلوطة‭ ‬وكاذبة‭ ‬عن‭ ‬الدين،‭ ‬وتظهر‭ ‬للناس‭ ‬بطلعة‭ ‬القديسة‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬بالإحساس‭ ‬والعطف‭ ‬والرحمة،‭ ‬وحجم‭ ‬المأساة‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬وشموليتها‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬وتعطيها‭ ‬شرعية‭ ‬القوة،‭ ‬وتعتبرها‭ ‬قدرا‭ ‬محتوما،‭ ‬وتقيم‭ ‬أوسع‭ ‬التحالفات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوسع‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصلحة‭ ‬الناس‭ ‬والأوطان،‭ ‬فحركة‭ ‬طالبان‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬المخدرات‭ ‬كأهم‭ ‬مصدر‭ ‬لها،‭ ‬وتنتج‭ ‬الهيروين‭ ‬المستخرج‭ ‬من‭ ‬زراعة‭ ‬الخشخاش،‭ ‬وقد‭ ‬اعترف‭ ‬المتحدث‭ ‬باسمها‭ ‬ذبيح‭ ‬الله‭ ‬مجاهد‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬بعد‭ ‬سيطرة‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬أفغانستان،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬وصاعدا‭ ‬لن‭ ‬يشارك‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الهيروين‭ ‬وتهريب‭ ‬المخدرات،‭ ‬وهذا‭ ‬طبعا‭ ‬كلام‭ ‬فارغ‭ ‬يقوله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬العالم‭.‬

أما‭ ‬الدواعش‭ ‬أو‭ ‬أيدي‭ ‬الشياطين‭ ‬كما‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬عليهم،‭ ‬فهم‭ ‬عصابة‭ ‬لا‭ ‬تقرع‭ ‬طبولها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تناول‭ ‬حبوب‭ ‬“الكبتاغون”‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬مستيقظين‭ ‬أياما‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬شعور‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬حولهم،‭ ‬لهذا‭ ‬نراهم‭ ‬يقتلون‭ ‬ويغتصبون‭ ‬بكل‭ ‬وحشية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يهتز‭ ‬لهم‭ ‬طرف،‭ ‬يرتكبون‭ ‬مجزرة‭ ‬تلو‭ ‬مجزرة‭ ‬ويفتحون‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬الأبرياء‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬أمهاتهم‭ ‬وأهلهم‭ ‬ببربرية‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بفضل‭ ‬حبة‭ ‬“الكبتاغون”‭.‬

أما‭ ‬الأغبياء‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬فجريا‭ ‬على‭ ‬عادتهم‭ ‬يقومون‭ ‬بمحاولات‭ ‬غبية‭ ‬ووقحة‭ ‬لإخفاء‭ ‬تجارتهم‭ ‬في‭ ‬الحشيش،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬شحنات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الحشيش‭ ‬حاول‭ ‬الحزب‭ ‬الإرهابي‭ ‬إدخالها‭ ‬للربح‭ ‬المادي‭ ‬وتدمير‭ ‬الناس‭ ‬والعباد،‭ ‬فمرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬فواكه‭ ‬وخضروات،‭ ‬ومرة‭ ‬داخل‭ ‬إطارات‭ ‬سيارات‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬أصبحت‭ ‬أسيرة‭ ‬تناقضاتها،‭ ‬وبإمكان‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬يشرع‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬البناء‭ ‬الغريزي‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬منتم‭ ‬لها،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مصيره،‭ ‬فهناك‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجابات،‭ ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬مرض‭ ‬أم‭ ‬خوف‭ ‬أم‭ ‬شعور‭ ‬بالعظمة،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬لماذا‭ ‬يقوم‭ ‬هؤلاء‭ ‬بدور‭ ‬الموت‭ ‬فقط‭.‬