شواهد

“التجاوب المسؤول”... مكتب التصديقات مثالًا

| سعيد محمد

يدرك‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬معاناتهم‭ ‬وشؤونهم‭ ‬وشجونهم‭ ‬بكل‭ ‬أمانة،‭ ‬فالصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬مرآة‭ ‬حقيقية‭ ‬وفاعلة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬منافسة‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬أفسحت‭ ‬مساحة‭ ‬رحبة‭ ‬لتداول‭ ‬ورصد‭ ‬ونقل‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬مصداقية‭ ‬الصحيفة‭ ‬هي‭ ‬المرتكز‭ ‬الأساس‭.‬

أود‭ ‬تذكير‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬بالتقرير‭ ‬التي‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬16‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬“جنسيات‭ ‬متعددة‭ ‬تتكدس‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات”،‭ ‬ونقلت‭ ‬فيه‭ ‬مشاهدات‭ ‬ميدانية‭ ‬حية‭ ‬وملاحظات‭ ‬المراجعين‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬التصديقات‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬المنامة،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬تلقيت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬من‭ ‬المراجعين‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬شكرهم‭ ‬إلى‭ ‬“البلاد”،‭ ‬وكانوا،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعض‭ ‬المخلصين‭ ‬والمتعاملين‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬لتخليص‭ ‬المعاملات‭ ‬والمراجعات‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬أو‭ ‬حضوريًا،‭ ‬كانوا‭ ‬متفائلين‭ ‬جدًا‭ ‬وواثقين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬المنشور‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الوضع‭ ‬القائم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭.. ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬التجاوب‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬كانت،‭ ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬بأن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الصحافة‭ ‬والجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬احترام‭ ‬وتعاون‭ ‬ولاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬المنشورة‭ ‬تخضع‭ ‬للبحث‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭.‬

وليس‭ ‬غريبًا‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬يولي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬اهتمامًا‭ ‬ومتابعة‭ ‬شخصية‭ ‬ويصدر‭ ‬توجيهات‭ ‬بشأن‭ ‬مراجعة‭ ‬وضع‭ ‬مكتب‭ ‬التصديقات،‭ ‬فعلاقتي‭ ‬به‭ ‬قديمة‭ ‬جدًا‭ ‬وأدرك‭ ‬أن‭ ‬معاليه،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مسؤولًا‭ ‬رفيعًا‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬الصحافة‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬بل‭ ‬ويحترم‭ ‬دور‭ ‬الصحافيين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬فخدمة‭ ‬المواطن‭ ‬وكذلك‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬تعني‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬العيش‭ ‬الكريم،‭ ‬وبعد،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تواصل‭ ‬الزملاء‭ ‬الأعزاء‭ ‬بإدارة‭ ‬الاتصال‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للتباحث‭ ‬حول‭ ‬الملاحظات‭ ‬وتدوين‭ ‬الأفكار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬توفيق‭ ‬أحمد‭ ‬المنصور،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬القنصلية‭ ‬والإدارية‭ ‬اتصل‭ ‬شخصيًا‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬امتنانه‭ ‬وتقديره‭ ‬لدور‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومات‭ ‬والتعاون‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬اتجاه‭ ‬تطوير‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

السفير‭ ‬المنصور‭ ‬لم‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬“موضع”‭ ‬اهتمام‭ ‬ومتابعة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬تعكس‭ ‬ثقة‭ ‬وقدرة‭ ‬وجدارة‭ ‬“المسؤول‭ ‬في‭ ‬موقعه”،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬برنامجًا‭ ‬لتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬وتحسينها،‭ ‬وهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬ترحب‭ ‬بالأفكار‭ ‬والملاحظات‭ ‬والمقترحات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخدم‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أي‭ ‬طرف،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬المقيم‭ ‬المراجع‭ ‬نرحب‭ ‬بمقترحاته؛‭ ‬إيمانًا‭ ‬بأن‭ ‬الأخطاء‭ ‬واردة‭ ‬والتقصير‭ ‬وارد،‭ ‬لكن‭ ‬التصحيح‭ ‬والتعديل‭ ‬والتحسين،‭ ‬يعني‭ ‬مشاركة‭ ‬الجميع،‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬ومقدمها،‭ ‬في‭ ‬جني‭ ‬ثمار‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬تطويرية‭.‬