لمحات

فيلم “مش أنا”

| د.علي الصايغ

يتمتع‭ ‬الفنان‭ ‬تامر‭ ‬حسني‭ ‬بقبول‭ ‬وكاريزما‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬مميزاً‭ ‬عند‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬الغناء‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬الكوميديا‭ ‬في‭ ‬أفلامه‭.‬

قدرة‭ ‬حسني،‭ ‬والحضور‭ ‬الملفت‭ ‬له،‭ ‬والقبول‭ ‬الجماهيري‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬به،‭ ‬وخفة‭ ‬الدم،‭ ‬تجعل‭ ‬نجاحه‭ ‬استباقيا‭ ‬عند‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬فيلم،‭ ‬شأنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬النجوم‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬تعدوا‭ ‬مرحلة‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬ضعف‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬أفلامهم،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬ليست‭ ‬مدروسة‭ ‬جيداً‭ - ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬حققت‭ ‬إيرادات‭ ‬عالية‭ ‬لما‭ ‬تتسم‭ ‬به‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن؛‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬المدفوع‭ ‬عند‭ ‬شباك‭ ‬التذاكر‭ ‬قبل‭ ‬مشاهدة‭ ‬العرض‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استرجاعه،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ - ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬نشاهد‭ ‬ذلك،‭ ‬وكأنه‭ ‬عمل‭ ‬مستعجل‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بظروف‭ ‬إنتاجه،‭ ‬فإنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المآخذ‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬الوقوف‭ ‬عندها،‭ ‬ومنها‭ ‬السيناريو‭ ‬غير‭ ‬المحبك‭ ‬جيداً،‭ ‬لما‭ ‬تضمنه‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المشاهد‭ ‬الدخيلة،‭ ‬ربما‭ ‬لخلق‭ ‬التتابع‭ ‬أو‭ ‬ملء‭ ‬الفراغ،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬كمية‭ ‬الكوميديا‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬الفيلم،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الجيد‭ ‬طبعاً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬العمل‭ ‬تخلله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العيوب‭ ‬الكتابية‭ ‬التي‭ ‬تفتقد‭ ‬الترابط‭ ‬المتماسك‭ ‬الذي‭ ‬ينشده‭ ‬أي‭ ‬عمل،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬إخفاقاً‭ ‬كتابياً‭ ‬من‭ ‬حسني،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬رأيي،‭ ‬ولو‭ ‬أنه‭ ‬كلف‭ ‬كاتباً‭ ‬آخر‭ ‬لكتابة‭ ‬العمل،‭ ‬واكتفى‭ ‬باقتراح‭ ‬الفكرة‭ ‬لكان‭ ‬ذلك‭ ‬أفضل‭ ‬له‭ ‬ولفيلمه‭.‬

نقطة‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬الجميل‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬نجم‭ ‬مثل‭ ‬فايز‭ ‬المالكي‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬فإننا‭ ‬مازلنا‭ ‬نرى‭ ‬حضور‭ ‬نجومنا‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬متواضعاً‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬وهو‭ ‬كالحضور‭ ‬المعتاد‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬به‭ ‬النجم‭ ‬داوود‭ ‬حسين‭ ‬أو‭ ‬النجم‭ ‬عبدالإمام‭ ‬عبدالله‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬المصرية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نؤمن‭ ‬فيه‭ ‬بأن‭ ‬فنانينا‭ ‬يستحقون‭ ‬حضوراً‭ ‬أقوى،‭ ‬وليست‭ ‬المشاركة‭ ‬لأجل‭ ‬المشاركة‭ ‬وحسب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬جلياً‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬الدور‭ ‬المعطى‭ ‬للمالكي،‭ ‬وتواجده‭ ‬المبرر‭ ‬درامياً‭ ‬تبريراً‭ ‬ضعيفاً‭ ‬وسطحياً‭ ‬للغاية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يضف‭ ‬لفيلم‭ ‬حسني‭ ‬درامياً،‭ ‬ولم‭ ‬يناسب‭ ‬نجماً‭ ‬بحجم‭ ‬المالكي‭ ‬فنياً‭.‬