خطوة ملكية مباركة بعدم التمييز في الأجور بين العامل والعاملة

| د. عبدالقادر ورسمه

نشيد‭ ‬بخطوة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬إصداره‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2021،‭ ‬بتعديل‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬الصادر‭ ‬بالقانون‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012‭. ‬وبموجب‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون،‭ ‬تضاف‭ ‬فقرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ (‬39‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي،‭ ‬إذ‭ ‬تنص‭ ‬الفقرة‭ ‬على‭ ‬الآتي‭: ‬“يحظر‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ذي‭ ‬القيمة‭ ‬المتساوية”‭. ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الإضافة‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬أل‭ ‬خليفة،‭ ‬لقانون‭ ‬العمل‭ ‬تمثل‭ ‬طفرة‭ ‬نموذجية‭ ‬ووثبة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬والعاملة‭. ‬وبهذه‭ ‬الإضافة‭ ‬السامية‭ ‬الكريمة‭ ‬لقانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ينتهي‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ذي‭ ‬القيمة‭ ‬المتساوية‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الذكورة‭ ‬والأنوثة‭. ‬وهذا‭ ‬يمثل‭ ‬قمة‭ ‬العدالة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬وفيه‭ ‬ترسيخ‭ ‬للمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عموما‭ ‬ولحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬خصوصا‭. ‬

في‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ ‬“النساء‭ ‬شقائق‭ ‬الرجال”‭ ‬وهذا‭ ‬يستشف‭ ‬منه‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التعامل،‭ ‬وفي‭ ‬عصرنا‭ ‬الحديث‭ ‬نقول‭ ‬“المرأة‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع”،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الظلم‭ ‬إذا‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬كأنه‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الوقوف‭ ‬معها‭ ‬يعني‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭. ‬ونقول‭ ‬إن‭ ‬الإضافة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬والعاملة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ذي‭ ‬القيمة‭ ‬المتساوية،‭ ‬فيه‭ ‬إنصاف‭ ‬كبير‭ ‬للمرأة‭ ‬العاملة‭ ‬ولكل‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

أذكر‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬أعدها‭ ‬البروفيسور‭ ‬محمد‭ ‬يونس‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬أوصى‭ ‬فيها‭ ‬بدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وقاد‭ ‬ثورة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬وقال‭ ‬صراحة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬غالبية‭ ‬الدعم‭ ‬لتلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تملكها‭ ‬نساء؛‭ ‬لأنهن‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬الرجال،‭ ‬يرجعن‭ ‬بالأرباح‭ ‬للأسرة‭ ‬وللبيت‭ ‬وليس‭ ‬لهن‭ ‬مباشرة‭. ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬وفيها‭ ‬إنصاف‭ ‬للمرأة؛‭ ‬لأن‭ ‬قلبها‭ ‬على‭ ‬أسرتها‭ ‬وبيتها‭ ‬وأطفالها‭ ‬وتعود‭ ‬الفائدة‭ ‬لهم‭ ‬جميعا‭. ‬وهكذا،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأجر‭ ‬المتساوي‭ ‬تستفيد‭ ‬أسرة‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لهن‭ ‬بهذا‭ ‬الدعم‭ ‬والتوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬الجليلة‭. ‬

وبموجب‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2021،‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬المادة‭ (‬30‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬وتنص‭ ‬“يصدر‭ ‬الوزير‭ ‬قرارا‭ ‬بتحديد‭ ‬الأحوال‭ ‬والأعمال‭ ‬والمناسبات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬تشغيل‭ ‬النساء‭ ‬ليلا”‭ ‬وكذلك‭ ‬إلغاء‭ ‬المادة‭ (‬31‭) ‬وتنص‭ ‬“يصدر‭ ‬الوزير،‭ ‬بعد‭ ‬أخذ‭ ‬موافقة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬قرارا‭ ‬بتحديد‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬يحظر‭ ‬تشغيل‭ ‬النساء‭ ‬فيها”‭. ‬وبهذا‭ ‬الإلغاء،‭ ‬في‭ ‬نظرنا،‭ ‬يجوز‭ ‬للمرأة‭ ‬العاملة‭ ‬وصاحب‭ ‬العمل‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬الأحوال‭ ‬والأعمال‭ ‬والأوقات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعمل‭ ‬وتحديده‭ ‬وفق‭ ‬رغبتهم‭ ‬وحاجة‭ ‬العمل‭. ‬وهذا،‭ ‬يمنح‭ ‬المرأة‭ ‬ميزة‭ ‬إضافية‭ ‬جديدة‭ ‬تمكنها‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الخاص‭ ‬بعملها‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭. ‬وبالطبع،‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬أدرى‭ ‬بنفسه‭ ‬وبما‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬ويجوز‭ ‬له‭ ‬التصرف،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬احترام‭ ‬لحرية‭ ‬المرأة‭ ‬الشخصية‭ ‬وذاتها‭. ‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الإضافات‭ ‬لقانون‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬ترتقي‭ ‬بدور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وفيها‭ ‬حفظ‭ ‬لحقوقها‭ ‬وتقدير‭ ‬لإمكاناتها‭ ‬ومقدراتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬وهذا‭ ‬قمة‭ ‬التعامل‭ ‬الحضاري‭. ‬