فجر جديد

مبدعون ولكن...

| إبراهيم النهام

في‭ ‬زيارات‭ ‬قمت‭ ‬بها‭ ‬أخيراً‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الورش‭ ‬الفنية‭ ‬بمناطق‭ ‬مختلفة،‭ ‬لبحرينيين‭ ‬متعددي‭ ‬الإبداعات‭ ‬والمواهب،‭ ‬في‭ ‬النحت،‭ ‬وصناعة‭ ‬المنتوجات‭ ‬الخشبية‭ ‬والجلدية،‭ ‬و”الجبس”‭ ‬والمجسمات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة‭ ‬وغيرها،‭ ‬استوقفتني‭ ‬كلمة‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬هي‭ ‬“من‭ ‬لنا؟”‭.‬

هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬يأتي‭ ‬بشكل‭ ‬مخالف‭ ‬لمسيرة‭ ‬حكاياتهم‭ ‬في‭ ‬الكد‭ ‬والشقاء‭ ‬وصناعة‭ ‬الأثر‭ ‬والاختلاف،‭ ‬وبالمسيرة‭ ‬العصامية‭ ‬الصعبة‭ ‬لهم،‭ ‬والتي‭ ‬حققت‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬باجتهادات‭ ‬شخصية‭ ‬وفردية‭ ‬وعائلية،‭ ‬فهل‭ ‬يعقل‭ ‬هذا؟

توفير‭ ‬أماكن‭ ‬مؤقتة‭ ‬لهم‭ ‬بأسعار‭ ‬رمزية‭ ‬أو‭ ‬مجانية،‭ ‬أو‭ ‬منحهم‭ ‬منصات‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬كاف،‭ ‬فالمطلوب‭ ‬هو‭ ‬تسهيلات‭ ‬مالية‭ ‬وعينية،‭ ‬وغطاء‭ ‬إعلامي‭ ‬مستمر،‭ ‬ومشاركة‭ ‬فعالة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬أو‭ ‬تشارك‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج‭.‬

المطلوب‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬تتبناهم‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي،‭ ‬لتمويلهم،‭ ‬ودعمهم،‭ ‬لأنهم‭ ‬واجهة‭ ‬مشرفة‭ ‬للبلد،‭ ‬ومحطة‭ ‬عبور‭ ‬للمستقبل،‭ ‬فالإبداع‭ ‬سمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحتضن‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬التقيت‭ ‬بأحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬صحافية‭ ‬سابقة،‭ ‬وهو‭ ‬عادل‭ ‬السهلاوي،‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المنتوجات‭ ‬الجلدية‭ ‬والخشبية‭ ‬الإبداعية‭ ‬من‭ ‬سروج‭ ‬خيل‭ ‬وقبعات‭ ‬وميداليات‭ ‬ومحفظات،‭ ‬وأحزمة‭ ‬وأحذية،‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبجودة‭ ‬إتقان‭ ‬عالية‭ ‬جداً‭.‬

السهلاوي‭ ‬الذي‭ ‬أبهر‭ ‬الأميركيين‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬لاس‭ ‬فيغاس‭ ‬ونيفادا‭ ‬وكاليفورنيا‭ ‬وميامي‭ ‬وغيرها‭ ‬لسنوات‭ ‬عدة،‭ ‬يجلس‭ ‬اليوم‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحجم،‭ ‬ويشارك‭ ‬باستحياء‭ - ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ - ‬في‭ ‬معارض‭ ‬بسيطة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬بمدخول‭ ‬بالكاد‭ ‬يسد‭ ‬رمق‭ ‬معيشته‭.‬

هؤلاء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬لفتة‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬واجهة‭ ‬مشرفة‭ ‬لنا‭ ‬جميعا‭.‬