الإمارات والبحرين... أهداف ورؤى مشتركة

| يوسف الحداد

جاءت‭ ‬زيارة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ولقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬بمنزلة‭ ‬إشارة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬ورسالة‭ ‬تأكيد‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬ومتانة‭ ‬التحالف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬الدولتين،‭ ‬والذي‭ ‬يطال‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬والموضوعات‭ ‬والملفات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للبلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬وأسس‭ ‬الاستقرار‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬وحماية‭ ‬مصالح‭ ‬ومكتسبات‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬

لقد‭ ‬جددت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬المهمة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬ومتانة‭ ‬العلاقات‭ ‬الإماراتية‭ ‬البحرينية‭ ‬المتجذرة،‭ ‬والتي‭ ‬اتسمت‭ ‬بالتعاضد‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتآزر،‭ ‬كما‭ ‬تعد‭ ‬نموذجاً‭ ‬راسخاً‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتصدي‭ ‬لمؤامرات‭ ‬المغرضين‭ ‬والحاقدين،‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬تاريخية‭ ‬ورؤية‭ ‬راسخة‭ ‬تستلهم‭ ‬القناعات‭ ‬المشتركة‭ ‬لدى‭ ‬قادة‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬الحاليين‭ ‬يسيرون‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسين‭ ‬وفق‭ ‬نهج‭ ‬عروبي‭ ‬أسس‭ ‬دعائمه‭ ‬المغفور‭ ‬لهما،‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬والأمير‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراهما‭.‬

ويشير‭ ‬تحليل‭ ‬معطيات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والعلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬الأخوية‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬إرث‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الروابط‭ ‬والمشتركات‭ ‬التي‭ ‬تعضد‭ ‬التحالف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتجعل‭ ‬منه‭ ‬تحالفاً‭ ‬أبدياً‭ ‬للخير،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الروابط‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬البلدين‭ ‬حول‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬والموضوعات‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬فهناك‭ ‬إدراك‭ ‬مشترك‭ ‬لحجم‭ ‬التحديات‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬وإجراءات‭ ‬مشتركة،‭ ‬وهناك‭ ‬تغليب‭ ‬لصيغ‭ ‬التعاون‭ ‬وغياب‭ ‬تام‭ ‬لصيغ‭ ‬التنافس‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬الدولتين،‭ ‬وهي‭ ‬عوامل‭ ‬مهمة‭ ‬تكتسب‭ ‬ميزة‭ ‬نوعية‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬تنعكس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاهم‭ ‬القوي‭ ‬والزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬والتنسيق‭ ‬المتواصل‭ ‬والحوار‭ ‬المستمر‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬حول‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬والموضوعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬فمجمل‭ ‬الشواهد‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬المصير‭ ‬والهدف،‭ ‬تجمع‭ ‬أبوظبي‭ ‬والمنامة،‭ ‬اللتين‭ ‬وقفتا‭ ‬سوياً‭ ‬مع‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لاستعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ومنعتا‭ ‬بجهودهما‭ ‬ودعمهما‭ ‬الشرعية‭ ‬اختطاف‭ ‬اليمن،‭ ‬بالتصدي‭ ‬عسكرياً‭ ‬للمتآمرين‭ ‬بموازاة‭ ‬تقديم‭ ‬شتى‭ ‬صنوف‭ ‬المساعدات‭ ‬والمشاريع‭ ‬لإحداث‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬اليمنية،‭ ‬ومساعدة‭ ‬سكانها‭ ‬تعليمياً‭ ‬وصحياً‭ ‬وغذائياً‭.‬

إن‭ ‬علاقة‭ ‬شعبي‭ ‬الإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬والدين‭ ‬والموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬التقاء‭ ‬مصالحهما‭ ‬المشتركة،‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والأمنية،‭ ‬إنما‭ ‬تنطلق‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬قوية‭ ‬تتلاقى‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬موحدة،‭ ‬ورؤية‭ ‬إنسانية‭ ‬مشتركة،‭ ‬هدفها‭ ‬صون‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬وكرامته،‭ ‬وتعزيز‭ ‬استقراره‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬