عام على تفجير مرفأ بيروت

| عبدعلي الغسرة

مضى‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬انفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬مساء‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2020م،‭ ‬انفجار‭ ‬زلزل‭ ‬المرفأ‭ ‬ودمر‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬والمباني،‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬البشر‭ ‬والحجر،‭ ‬وجعل‭ ‬المكان‭ ‬ردمًا‭ ‬متراكمًا‭ ‬مازال‭ ‬ظاهرًا‭ ‬وغير‭ ‬مدفون‭. ‬مَرَّ‭ ‬عام‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬بيروت‭ ‬تعيش‭ ‬مأساتها،‭ ‬بجانب‭ ‬ما‭ ‬يُعانيه‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬متذبذب‭ ‬سياسا‭ ‬ومعيشيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وضع‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشلل‭ ‬والوجع،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬لهذه‭ ‬الآلام‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬متاحة‭ ‬لو‭ ‬أرادها‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬الامتيازات‭ ‬الضيقة‭ ‬والتحكم‭ ‬بسيادة‭ ‬لبنان‭ ‬وحياة‭ ‬شعبه‭.‬

لبنان‭ ‬منذُ‭ ‬سنوات‭ ‬يعيش‭ ‬وضعًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬سيئًا‭ ‬تراجعت‭ ‬فيه‭ ‬قيمة‭ ‬الليرة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وأحاطت‭ ‬الظلمة‭ ‬بيوت‭ ‬الآهلين‭ ‬بعد‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي،‭ ‬ووقفت‭ ‬السيارات‭ ‬أرتالًا‭ ‬أمام‭ ‬محطات‭ ‬النفط،‭ ‬وامتلأت‭ ‬المستشفيات‭ ‬بمرضى‭ ‬كورونا‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬ضالتهم‭ ‬في‭ ‬العلاج،‭ ‬ونقصٍ‭ ‬بالإعانات‭ ‬الحامية‭ ‬للطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬بلبنان،‭ ‬إنها‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬يرافقها‭ ‬عدم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬حكومة‭ ‬وطنية‭ ‬لتعالج‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭. ‬

ماذا‭ ‬ستقول‭ ‬نتائج‭ ‬تحقيقات‭ ‬تفجير‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت؟‭ ‬اللبنانيون‭ ‬يحتاجون‭ ‬أكثر‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬والكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬ما‭ ‬دُمر؛‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬تعني‭ ‬إعادة‭ ‬الحياة‭ ‬للبنان‭ ‬وشعبها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬تنمر‭ ‬البعض‭ ‬ومن‭ ‬يُحركهم‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬تردَعهم‭ ‬العقوبات‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬يتطلب‭ ‬وقفات‭ ‬تأمل‭ ‬ورجاء‭ ‬وصمود‭ ‬لا‭ ‬يفقهها‭ ‬إلا‭ ‬المؤمنون،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الكاتب‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬“بعد‭ ‬ستار‭ ‬الليل‭ ‬هناك‭ ‬الفجر”‭.‬