أدبيات العمل

| زهير توفيقي

للعمل‭ ‬أصول‭ ‬وقواعد‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬نظريات‭ ‬إدارية‭ ‬ومبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬يجب‭ ‬اتباعها‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نطمح‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي‭ ‬وراق‭.‬

وقد‭ ‬قرأت‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬مقالًا‭ ‬لكاتب‭ ‬عمود‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬بشأن‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بنشر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬ونسبها‭ ‬لهم‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭!‬

نعم‭.. ‬أضم‭ ‬صوتي‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬كاتب‭ ‬المقال،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬رأيت‭ ‬أمورًا‭ ‬لا‭ ‬يصدقها‭ ‬أي‭ ‬عاقل‭! ‬شخصيًا‭ ‬أتابع‭ ‬ما‭ ‬ينشره‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلديين‭ ‬على‭ ‬“الإنستغرام”‭ ‬الخاص‭ ‬بهم،‭ ‬لكن‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬العمل‭ ‬الإداري‭ ‬له‭ ‬قواعد‭ ‬وبرتوكولات‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬نفصل‭ ‬بين‭ ‬الأمور‭ ‬الشخصية‭ ‬والرسمية،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬نشر‭ ‬الأخبار‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭ ‬وفيات‭ ‬ونعي‭ ‬وتهنئة‭ ‬وفيديوهات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬“الإنستغرام”‭ ‬الذي‭ ‬يستخدمونه‭ ‬لنشر‭ ‬أخبار‭ ‬دوائرهم‭! ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يجوز،‭ ‬حساباتكم‭ ‬الشخصية‭ ‬أنتم‭ ‬أحرار‭ ‬بها‭ ‬لكن‭ ‬طالما‭ ‬تستخدمون‭ ‬حساباتكم‭ ‬لنشر‭ ‬إنجازاتكم‭ ‬وأعمالكم‭ ‬البلدية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬واجباتكم‭ ‬ومسؤولياتكم‭ ‬التي‭ ‬انتخبتم‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬فهذا‭ ‬مرفوض‭ ‬وغير‭ ‬مقبول،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬للأمر‭ ‬نتائج‭ ‬عكسية‭ ‬وسلبية‭!‬

هؤلاء‭ ‬الأعضاء‭ ‬البلديون‭ ‬كثر‭ ‬ولا‭ ‬يهدأون‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬الأخبار‭ ‬أو‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الجهات‭ ‬الخدمية‭ ‬في‭ ‬دوائرهم‭! ‬وللأسف‭ ‬أخبار‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬للمواطن،‭ ‬وكما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬مهمتهم‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬رفع‭ ‬هذه‭ ‬الطلبات‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وهذه‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والواجبات‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬عملهم‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭.‬

للأسف‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬البلديين‭ ‬يطمحون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬المتكرر‭ ‬لترشيح‭ ‬أنفسهم‭ ‬للانتخابات‭ ‬النيابية،‭ ‬وبعضهم‭ ‬مقتنع‭ ‬بما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬وبعضهم‭ ‬يتمنى‭ ‬مواصلة‭ ‬عمله‭ ‬البلدي‭. ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬الخير،‭ ‬لقد‭ ‬انتخبكم‭ ‬المواطن‭ ‬لخدمته،‭ ‬ومسؤولياتكم‭ ‬وأدواركم‭ ‬معروفة‭ ‬ومحددة‭ ‬وهي‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة،‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعملوا‭ ‬بصمت‭ ‬وبروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬وابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬الظهور‭ ‬الإعلامي‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬ولا‭ ‬تنسوا‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬