تحديات وفرص إصلاح الرياضة المدرسية

| عيسى الماجد

في‭ ‬الماضي‭ ‬القريب‭ ‬كانت‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الرياضية،‭ ‬فالمدرسة‭ ‬كانت‭ ‬النواة‭ ‬والمنبع‭ ‬الأول‭ ‬والأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يرفد‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬بالمواهب‭ ‬واللاعبين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬حققوا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬للبحرين‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭ ‬كانت‭ ‬بدايتهم‭ ‬الأولى‭ ‬بالمدارس‭. ‬

واليوم‭ ‬تقلص‭ ‬هذا‭ ‬الدور،‭ ‬والواقع‭ ‬الحالي‭ ‬للرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬لا‭ ‬يلبي‭ ‬هذا‭ ‬الطموح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تقلص‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الرياضية‭ ‬بالبلد،‭ ‬فالرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬أهمها‭: ‬ضعف‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬للمنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المبالغ‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تصرفها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬كبير‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬المدارس‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ (‬بنين،‭ ‬بنات‭) ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ويضاف‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬نظام‭ ‬المسابقات‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬المغلوب‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬والذي‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬روح‭  ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬بسبب‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬للفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية‭ ‬والميزانية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬اللجان‭ ‬التنظيمية‭ ‬والتحكيمية‭.‬

فأصبحت‭ ‬المسابقات‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية‭ ‬فاقدة‭ ‬لروح‭ ‬المنافسة‭ ‬لضعف‭ ‬مستوى‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬لضعف‭ ‬الدافعية‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬الموهوبين‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الفرق‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وعدم‭ ‬اجتهاد‭ ‬معلمي‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتدريب‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬بالشكل‭ ‬المناسب‭ ‬والجيد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬فرق‭ ‬رياضية‭ ‬مدرسية‭ ‬ضعيفة‭ ‬المستوى‭ ‬ولا‭ ‬تملك‭ ‬الدافعية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لبذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬وهو‭ ‬تحقيق‭ ‬البطولة‭. ‬بل‭ ‬بالعكس‭ ‬فغالبية‭ ‬الفرق‭ ‬والمعلمين‭ ‬يتسابقون‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المسابقات‭ ‬مبكرا‭ ‬إلا‭ ‬الفرق‭ ‬الضامنة‭ ‬مسبقا‭ ‬بالوصول‭ ‬للتصفيات‭ ‬النهائية‭.‬

إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نمضي‭ ‬برياضتنا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬من‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬كونها‭ ‬القاعدة‭ ‬الأكبر‭ ‬الحاضنة‭ ‬للمواهب‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬شريحة‭ ‬الطلاب‭ ‬هي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬نعتمدها‭ ‬كنقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬والتركيز‭ ‬عليها،‭ ‬والبداية‭ ‬تكون‭ ‬أولًا‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشهار‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬للرياضة‭ ‬المدرسية‭. ‬ليكون‭ ‬الجهة‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬وإدارة‭ ‬المسابقات‭ ‬والبطولات‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية،‭ ‬وثانيًا‭: ‬تطبيق‭ ‬أسس‭ ‬التسويق‭ ‬الرياضي‭ ‬الحديث‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬والبرامج‭ ‬الرياضية‭ ‬المدرسية‭ ‬لكون‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الفئات‭ ‬جاذبية‭ ‬للشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬لحجم‭ ‬قوتها‭ ‬السوقية‭ ‬عالميًا،‭ ‬وثالثًا‭: ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬المدرسية‭ ‬التي‭ ‬نظمت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لفترة‭ ‬بسيطة‭ ‬وتوقفت‭ ‬لأسباب‭ ‬مجهولة،‭ ‬والانطلاق‭ ‬منها‭ ‬نحو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬العالمية‭ ‬المدرسية‭ ‬المختلفة‭.‬