ما وراء الحقيقة

الذكرى السنوية لمجلس التعاون

| د. طارق آل شيخان الشمري

مرت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬لتأسيس‭ ‬وقيام‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وقد‭ ‬مر‭ ‬المجلس‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والآمال‭ ‬والإنجازات،‭ ‬وحتى‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نحلل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسيرة‭ ‬المجلس‭ ‬للقارئ،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نشخص‭ ‬ونختصر‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬بالتالي‭: ‬أولا‭ ‬مرحلة‭ ‬التأسيس‭. ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسون‭ ‬بوضع‭ ‬اللبنات‭ ‬الأولى‭ ‬وقيادة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والانطلاق‭ ‬به،‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬يساعده‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬بالعمل‭ ‬المخلص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسويق‭ ‬فكرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬انطلاقتها‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬إخوانهم‭ ‬حكام‭ ‬الخليج،‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬جميعا‭.‬

ثانيا‭ ‬مرحلة‭ ‬غزو‭ ‬الكويت،‭ ‬وهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬جسدت‭ ‬التلاحم‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للعدوان‭ ‬العراقي‭ ‬بقيادة‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬عندما‭ ‬غزا‭ ‬الكويت،‭ ‬فقد‭ ‬حققت‭ ‬وبشكل‭ ‬جلي‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أهداف،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المؤسسة‭ ‬للمنظومة‭ ‬الخليجية،‭ ‬هو‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدول،‭ ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬بتسخير‭ ‬كل‭ ‬إمكاناتها‭ ‬وطاقاتها‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬استرداد‭ ‬الشرعية‭ ‬الكويتية‭.‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نثمن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬إنجازات،‭ ‬فدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬حققت‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬بأهداف‭ ‬المجلس،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬مثلا‭ ‬أصبحت‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العشرين‭ ‬اقتصاديا،‭ ‬وهذا‭ ‬بذاته‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مطلوبا‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬لهذا،‭ ‬ومع‭ ‬قوة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وتطورها‭ ‬وقفزها‭ ‬قفزات‭ ‬هائلة،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المجلس‭ ‬ليكون‭ ‬بذات‭ ‬المكانة‭ ‬والقوة‭ ‬والنفوذ‭ ‬والنجاحات‭ ‬والطموحات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬