سوالف

من هم المخلصون للبحرين؟

| أسامة الماجد

الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬ولا‭ ‬تتبدل‭ ‬وثابتة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وتفرض‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عصر،‭ ‬وكأنها‭ ‬سرمدية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬إلا‭ ‬ديمومة‭ ‬البقاء،‭ ‬هي‭ ‬الإخلاص‭ ‬للوطن‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف،‭ ‬وحين‭ ‬نستشهد‭ ‬بالأقوال‭ ‬والقصص‭ ‬عن‭ ‬المخلصين‭ ‬للبحرين،‭ ‬الإخلاص‭ ‬المطلق‭ ‬والشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬ومعرفة‭ ‬الواجب‭ ‬المقدس،‭ ‬فإننا‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكل‭ ‬اللغات‭ ‬والأساليب،‭ ‬فالأمر‭ ‬أشبه‭ ‬بالموسوعات‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬بحجم‭ ‬السماء‭ ‬والأرض،‭ ‬وكالوشاح‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬الكون‭.. ‬مواطنون‭ ‬مخلصون‭ ‬منحوتة‭ ‬أسماؤهم‭ ‬بذهن‭ ‬الخلود‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬والأزمات‭ ‬دائما‭ ‬تبين‭ ‬معدن‭ ‬الإنسان‭ ‬المخلص‭ ‬لوطنه‭ ‬وقيادته‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ورأينا‭ ‬ذلك‭ ‬الإشعاع‭ ‬لشخصية‭ ‬المواطن‭ ‬المخلص‭ ‬للبحرين‭ ‬وانعكاسه‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬2011‭ ‬وكيف‭ ‬استطاع‭ ‬بصلابته‭ ‬ويقظته‭ ‬وتسلحه‭ ‬بالنخوة‭ ‬والشهامة‭ ‬أن‭ ‬يدحر‭ ‬المؤامرة‭ ‬وينتصر‭ ‬لوطنه،‭ ‬وهاهو‭ ‬اليوم‭ ‬يرجع‭ ‬“لأنه‭ ‬على‭ ‬الواجب‭ ‬دوما‭ ‬وأبدا”‭ ‬إلى‭ ‬ميدان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬افتراءات‭ ‬وأكاذيب‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والقنوات‭ ‬المأجورة،‭ ‬بما‭ ‬يستطيع‭ ‬عمله‭ ‬وفعله،‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬والمراكز‭ ‬إلى‭ ‬رجل‭ ‬الشارع‭ ‬العادي‭ ‬البسيط‭.‬

حينما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وأمنها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أبدا‭ ‬الاختباء‭ ‬والانعزال‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بالنظر‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬الأقنعة‭ ‬والبراقع‭ ‬والجمود‭ ‬والتقوقع،‭ ‬فالوطن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬ويضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬محددة‭ ‬واضحة‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬التأويل‭ ‬ولا‭ ‬التأجيل‭ ‬والتعمية‭ ‬والتضليل،‭ ‬أنت‭ ‬معي‭ ‬أم‭ ‬ضدي‭.‬‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬وسط‭ ‬بين‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬أقصى‭ ‬اليسار‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬أقصى‭ ‬اليمين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬موقف‭ ‬ثابت،‭ ‬ومن‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬مخادعا‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الموضوعية‭ ‬والواقعية،‭ ‬وكأنه‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬البوصلة‭ ‬التي‭ ‬يستهدي‭ ‬بها،‭ ‬إنه‭ ‬باختصار‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يستجيب‭ ‬لنداء‭ ‬الواجب‭ ‬والتعريف‭ ‬الكافي‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬وكل‭ ‬أوجهها‭ ‬معروف‭ ‬لنا‭!‬

هناك‭ ‬نماذج‭ ‬نشاهدها‭ ‬تقفز‭ ‬كالبهلوان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ميدان،‭ ‬لكن‭ ‬حينما‭ ‬تتعرض‭ ‬البحرين‭ ‬لأي‭ ‬تهديد‭ ‬وتزداد‭ ‬وتيرة‭ ‬المؤامرة،‭ ‬يفقدون‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬الحركة‭.. ‬كيف‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭.. ‬الله‭ ‬أعلم‭.‬