لمحات

عصابات الاحتيال

| د.علي الصايغ

كلما‭ ‬تشعبت‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬أوجه‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬وتفاقمت‭ ‬المخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬منها‭ ‬أيضاً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬مواجهة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المجتمعات‭ ‬وسلامتها‭.‬

وقد‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬النصائح‭ ‬بتوخي‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الغافلين‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬الاحتيال‭ ‬المختلفة‭ ‬الممكنة،‭ ‬والبعض‭ ‬ممن‭ ‬ينقصهم‭ ‬الوعي‭ ‬بوجود‭ ‬أساليب‭ ‬جديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬لعمليات‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬عبر‭ ‬الاتصالات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتاحة‭ ‬المتطورة‭. ‬

كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬والرسائل‭ ‬اليومية،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأوقات،‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬خارجية،‭ ‬وقد‭ ‬تبدو‭ ‬محلية‭ ‬أحياناً،‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتخفين‭ ‬خلف‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬طريقة‭ ‬خاصة‭ ‬لإيقاع‭ ‬ضحاياهم‭ ‬في‭ ‬شرك‭ ‬خدعهم،‭ ‬إما‭ ‬مثلاً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإيهام‭ ‬بجدوى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬استثمارات‭ ‬معينة‭ ‬يتضح‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أنها‭ ‬وهمية،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ادعاء‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديث‭ ‬البيانات‭ ‬البنكية‭ ‬والهدف‭ ‬السرقة‭ ‬–‭ ‬بالطبع‭ - ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬أو‭ ‬الإيهام‭ ‬بحصول‭ ‬الضحية‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نقدية‭ ‬بغرض‭ ‬استدراجه‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬نصب‭ ‬مدروسة‭ ‬وهلم‭ ‬جرا‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمتعددة‭ ‬المستحدثة،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬واضحاً‭ ‬وجلياً‭ ‬من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬بأنها‭ ‬محاولات‭ ‬للنصب‭ ‬والاحتيال،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬طبيعياً،‭ ‬غير‭ ‬مريب‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬خطورة‭ ‬المشكلة‭.‬

إن‭ ‬مواجهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬تتطلب‭ ‬تكاتف‭ ‬جميع‭ ‬الجهود،‭ ‬ليس‭ ‬محلياً‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬دولياً،‭ ‬بنشر‭ ‬التوعية،‭ ‬وسن‭ ‬القوانين‭ ‬الرادعة،‭ ‬وابتكار‭ ‬أساليب‭ ‬الكشف‭ ‬والتقصي‭ ‬المتقدمة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬عصابات‭ ‬الاحتيال‭ ‬المنتشرة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬ومهما‭ ‬وصل‭ ‬عددهم،‭ ‬وكثرت‭ ‬أساليبهم،‭ ‬فإننا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬وأقدر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لهذه‭ ‬العصابات‭.‬