التعليم وأهداف التنمية المستدامة

| محمد الحلِّي

شكلت‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وذكرتها‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬لدى‭ ‬المملكة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأطر‭ ‬الموضوعة‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬تحقيقها،‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬الأهداف‭ ‬لمعالجة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬البشرية‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬والمياه‭ ‬والطاقة‭ ‬والبيئة‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬المملكة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات،‭ ‬وقدمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭.‬

ومثل‭ ‬“التعليم‭ ‬الجيد”‭ ‬مادة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬عظمى‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬وتقدم‭ ‬المجتمعات،‭ ‬لذلك‭ ‬أتى‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬“ضمان‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬المنصف‭ ‬والشامل‭ ‬للجميع‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعلّم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة”‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نمر‭ ‬بذكرى‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتعليم‭ ‬لابد‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬نحو‭ ‬تنفيذ‭ ‬غايات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬تابعت‭ ‬المملكة‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬ومخرجاته‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬تعليمية‭ ‬ملائمة‭ ‬وفعالة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬ومازالت‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مقاصد‭ ‬الهدف‭ ‬كضمان‭ ‬وصول‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وبناء‭ ‬المرافق‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬والإعاقة،‭ ‬والأطفال،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬المرافق‭ ‬التعليمية‭ ‬القائمة‭ ‬وتهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭. ‬

نقطة‭ ‬أخيرة

في‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتعليم‭ ‬نذكر‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬استطاعت‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬بفضل‭ ‬كوادرها‭ ‬العظيمة‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬واصلوا‭ ‬بإخلاص‭ ‬وجهد‭ ‬كبير‭ - ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الخطيرة‭ ‬ومع‭ ‬اشتداد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ - ‬أداء‭ ‬رسالتهم‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬بمختلف‭ ‬العلوم‭ ‬والمعارف‭ ‬وبكل‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وفي‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وفي‭ ‬مراكز‭ ‬البث‭ ‬وإعداد‭ ‬الدروس‭ ‬المركزية‭ ‬والإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬دشنتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬أثناء‭ ‬الجائحة‭ ‬وفي‭ ‬مراكز‭ ‬التصوير‭ ‬التلفزيوني‭ ‬وغيرها‭ ‬مع‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬وغير‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قيادات‭ ‬الوزارة‭ ‬الذين‭ ‬واكبوا‭ ‬بالمتابعة‭ ‬والتوجيه‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬