بحارة يسردون لـ “البلاد” قصصًا مروعة عن حوادث توقيفهم
| إبراهيم النهام
شكا بحارة لـ “البلاد” الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها دوريات خفر السواحل القطرية بحقهم، موضحين بأنها مفتعلة وغير مبررة، وتحدث داخل المياه البحرينية، وبأنهم يمعنون في تأخير تسليم قواربهم وفي تغليظ الإجراءات ضدهم.
واقعة حقيقية
وقال البحار جعفر ميرزا عن واقعه تعرض لها قبل عشرة سنوات، بقوله “تم توقيفي من قبل السلطات القطرية بقطعة جرادة العام 2010 وكان يصادف العيد الوطني لمملكة البحرين، حيث اتهمت بالرغم من أنني كنت بداخل الحدود البحرية البحرينية بأنني داخل الحدود القطرية بمسافة مئتي متر، وهو أمر غير صحيح”.
وأضاف ميرزا “حين جاءتني الدورية القطرية – وكان محرك القارب معلق- جاءتني من جهة الغرب، من داخل المياه البحرينية وكنت أظن حينها بأنها دورية بحرينية، لكنني تفاجأت بأنها قطرية، وكان الطراد مسلحا، حيث تم توجيه السلاح علي وكان معي أخواي حسن وسلمان، وصديقي حسين، ثم أخذوا هوياتنا”.
وتابع “أخذونا الى منطقة رويس، والسلاح موجه علينا، وتم توقفينا بالبداية في الفرضة، وفي الليل تم إدخالي إلى ضابط؛ لأنني صاحب القارب، وسألني ماذا عندك؟ فأجبته: سمك؟ فقال: أنت دخلت المياه القطرية بمسافة 200 متر؟ فنفيت ذلك وقلت له بأن لدي أجهزة ملاحة حديثة، وأعرف الاتجاهات”.
وأردف ميرزا “أبقوني بعدها في الخارج حتى وقت متأخر من الليل، وفي اليوم التالي والذي كان يصادف عيدهم الوطني، قالوا بأنهم سيتركوننا لهذا السبب، وأفرجوا عن حال سبلينا عند قطعة جرادة، حيث سلمونا لدورية بحرينية والتي أوصلتنا مشكورة للفرضة في سترة”.
وأكمل “كانت معاملة الدورية القطرية سيئة جدا، وبها إهانة مباشرة، وبتهديد السلاح الحي، كما أنهم افتروا علينا بدخولنا المياه القطرية، بسلوك يتنافى مع علاقة حسن الجيرة، ناهيك بأننا مجرد بحارة، نسعى للرزق الحلال”.
أحكام مختلفة
وفي ذات الاتجاه، قال البحار تقي عبدالعظيم إنه تضرر ثلاث مرات، الأولى العام 2003، حيث تم احتجاز البانوش لمدة ثلاثة أشهر، والعامل لمدة ستة أشهر، بتهمة دخول المياه القطرية، والواقعة الثانية حدثت في العام 2004، حيث احتجز البانوش لمدة سنة كاملة، كما حكم على العمال وعددهم خمسة بالسجن لمدة ثلاثة أشهر”.
وزاد “المرة الثالثة كانت في العام 2007، حيث تم القبض على عماله وعددهم خمسة وهم على سطح بانوش بتهمة دخول المياه القطرية، مؤكدا بأنهم كانوا يبحرون في بحر دبي، وليس لهم بقطر، وبأن ما حدث هو استهداف متعمد لهم.
وأضاف عبدالعظيم “أفرجوا عن أربعة بحارة بعد أسبوعين، أما الخامس، فتم توقفيه لمدة ستة أشهر بحجة الحكم عليه؛ لأنه كان قبطان البانوش، كما تم حجز البانوش لمدة ثلاثة أشهر كاملة، تعرضت خلالها للضرر في رزقي”.
وأردف “في كل مرة يطلعون بقرارات جديدة، والدليل اختلاف الأحكام والغرامات”.
تهديد وقطع رزق
وعلى الصعيد عينه، قال البحار ياسر طاهر إنه “تم توقيف البانوش الخاص به العام 2009 في بحر الإمارات وهو عائد للبحرين وعلى مسافة ثلاثة أميال فقط، فقاموا بحجز البانوش متهمين إياي بأني “حرامي” وهددوني بالتوقيف ثلاثة أشهر، بأسلوب فج، وشديد، وهو ما حصل فعلاً، ناهيك عن دفعي لاحقا غرامة 2000 دينار”.
وأضاف طاهر “يضاف إلى هذا الحال المُر، ذهابي وعودتي المتكررة إلى هناك، وما يشوبه من كلفة وجهد وهدر وقت، علماً بأنه صودرت 70 ثلاجة تقريباً مليئة بالسمك، ولقد تعطل البانوش عندهم قرابة ثلاثة أشهر، ولقد اضطررت بعدها نظرا لتراكم الديون عليَّ إلى بيع البانوش بنصف القيمة، ناهيك عن أن زوجتي مريضة، وأنا عاجز حاليا عن الصرف على أولادي”.
واختتم طاهر حديثه بأن قاربه الوحيد صودر العام 2018 لذات الأسباب، ولقد ظل لديهم عامان كاملان، مضيفا “حين استلمته تالفا، وبحالة سيئة؛ نظرا لركنه بالشمس، ولقد “انعدم” محركه بشكل نهائي، ولا يزال على حاله حتى اللحظة وغير صالح للاستخدام”.