شاهدت لكم: John Q عندما يتقمص دنزيل واشنطون الدور ببراعة
| طارق البحار
يعتبر فيلم “جون كيو” من الأفلام التي يجب أن تشاهدها في عمرك أكثر من مرة، لجدية موضوعه المهم جدا، لذلك هو اليوم ضمن الأفلام التي تعرض بنجاح ضمن منصة نتفلكس.
يقدم الفيلم فكرة المسؤوليات والواجبات التي تقع على عاتق رب أسرة التي يجب ان يفي بوعوده بحماية عائلته، والحقيقة شخصيا لا أجد أحدا يستطيع أن يقدم هذا الدور نفس النجم الكبير ﺪﻧﺰﻳﻞ واﺷﻨﻄﻦ الذي بأدائه يضيف دائما إلى كل فيلم بتقديم هذا الدور والذي تتعاطف معه كثيرا كالعادة.
يتناول الفيلم أمرا بالغ الجدية، وغير قابل للتصديق إلى الحد الذي قد يجعل من الممكن أن نعتبره من الأفلام الخيالية بسبب أن قصته في الولايات المتحدة، أغنى دولة في التاريخ والتي يجب أن تكون قادرة على تحمل التأمين الصحي الوطني للجميع، ولكن الرسالة لها العديد من الأبعاد تتناول التلاعب والتجارة بالطبقة الفقيرة في مكان ما! والسؤال المطروح ماذا سيكون وضعك إذا تواجه بفقرك عملاقة التجارة الطبية، وسط بشاعة القانون.
يبدأ الفيلم بأسرة من عائلة صغيرة مكونة من جون كيو الذي يقدمه النجم الأول دنزيل واشنطن وزوجته دينيس التي تجسدها كمبرلي ايليس، وابنهما الوحيد مايك الذي يقدمه دانيل اي سميث، يعاني عائلها من قلة المورد بسبب سوء أحوال سوق العمل وسيطرة أصحاب النفوذ. أما دينيس، فقد كانت تعمل محاسبة في سوبرماركت متدينة جدا ولا تريد إثارة المشكلات، وتريد هي وزوجها بأن يكون بطلاً لكمال الاجسام في المستقبل، لكن كل ذلك يختفي عندما يصاب الولد بأزمة قلبية اثناء لعبه إحدى مباريات البيسبول مع رفاقه، بالرغم من أنه لم يشتكِ يوما من أي خلل جسدي، يدخلاه بسرعة إلى المستشفى، ليكتشفا بأن الولد الصغير يحتاج إلى زراعة قلب عاجلة مكلفة جدا تصل إلى نحو 250 ألف دولار، وتتوالى الأحداث الأولية بتصور الأب أن وثيقة التأمين الصحي ستتولى بطبيعة الحال التكفل بمصاريف العملية، لكن بسبب فساد هذه الشركات التي تضع العديد من العراقيل أمام الأب دنزيل واشنطن وتقديم العديد من القوانين لكي تتهرب من دفع هذه التكاليف، وينصدم بين أمرين : زراعة قلب، أو تحسين “نوعية الحياة” لمايك خلال ”أشهر، أسابيع أو حتى أيام قبل أن يموت“.
يستنفد الأب كل الخيارات المتاحة أمامه، فيسحب مسدسا ويأخذ رهائن في المستشفى، فيطالب بوضع اسم ابنه على رأس قائمة المستفيدين المؤهلين. والرهائن هم أم حامل وضحية لطلقات نارية، وامرأة محطمة وصديقها العنيف، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى الدكتور تيرنر.
يحاصر رجال الشرطة المبنى بالطبع، ويحاول المفاوض المخضرم جريمز الذي يقدمه النجم الكبير روبرت دوفال بناء علاقة مع جون كيو، في حين يقف رئيس الشرطة المغرور مونرو الذي يقدمه النجم الراقي راي ليوت أمام كاميرات التلفزيون ليظهر بدور الفتى المشاغب والذي سيقوم بإنهاء الأمر بسهولة!
ووسط ذلك يطلب الطبيب وجود فريقه وقلب لاستبداله للصغير، وهنا يقرر الأب وداع ابنه الذي غرق في الغيبوبة، ويقرر أن يقدم قلبه له بعد فكرة الانتحار، فيضع مسدسه ذا الطلقة الواحدة في رأسه، فتفشل المحاولة، وأثناء المحاولة الثانية تصل إلى المستشفى جثة فتاة ماتت تحت عجلات شاحنة بقلبها الذي لم يتوقف إكلينيكيا، وتعود الحياة للولد مجددا ويخضع جون كيو بطبيعة الحال للمحاكمة، فتتم تبرئته من تهمة أذى الغير، والسطو المسلح، لكنه أدين بتهمة اختطاف أبرياء.
فيلم يقدم بصورة أكشن جميلة ودراما رائعة، وجدير بالمشاهدة وإذا كنت قد شاهدته سابقا حاول أن تشاهده مجددا مع تطورات نقنيات نتفلكس طبعا التي تقدم الفيلم أفضل كثيرا بالرغم من أنه من إنتاج 2002، وهو من إخراج نيك كاسافيتس وبطولة النجوم: دنزيل واشنطن، روبرت دوفال، جيمس وودز، آن هاش، كيمبرلي إليز، راي ليوتا، إدي غريفين.