دور المرأة البحرينية في مكافحة كورونا

| عبدعلي الغسرة

للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬العامة،‭ ‬وبجانب‭ ‬واجباتها‭ ‬المهنية‭ ‬والأسرية،‭ ‬تطوعت‭ ‬مع‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬وفي‭ ‬التجارب‭ ‬السريرية‭ ‬الثلاث،‭ ‬وتقدمت‭ ‬الجبهة‭ ‬الأمامية‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وثقة‭ ‬لتساهم‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬مجتمعها‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬المكثفة‭ ‬لمواجهة‭ ‬كورونا،‭ ‬وشاركت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الوطنية‭ ‬كحملة‭ ‬متكاتفين‭ ‬لدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتربوية،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬الاستقرار‭ ‬المجتمعي‭ ‬والأسري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬مُجملاً‭.‬

وساهم‭ ‬الدور‭ ‬الإنساني‭ ‬والمجتمعي‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬وأنشطتها‭ ‬في‭ ‬تحجيم‭ ‬وتخفيف‭ ‬التبعات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬فتحملت‭ ‬عبء‭ ‬دورها‭ ‬بجدارة‭ ‬وشاركت‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنشطة‭ ‬الحملة‭ ‬التوعوية‭ ‬والإرشادية‭ ‬والوقائية‭ ‬والعلاجية‭ ‬كطبيبة‭ ‬وممرضة‭ ‬ومتطوعة‭ ‬وإعلامية‭ ‬وتربوية،‭ ‬وبحضور‭ ‬غير‭ ‬منقطع‭ ‬لعملها‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬الخاص‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬البيت،‭ ‬وتتناغم‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬مع‭ (‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬1325‭ ‬حول‭ ‬“المرأة‭ ‬والسلام”‭ ‬لعام‭ ‬2000م‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬المتساوية‭ ‬للرجال‭ ‬والنساء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬ــ‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬وإشراك‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الكوارث‭ ‬والنزاعات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تلم‭ ‬بالبشرية‭)‬،‭ ‬وبما‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ونصت‭ ‬عليه‭ ‬مواد‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬2002م‭ ‬وتعديلاته‭ ‬اللاحقة‭.‬

إن‭ ‬المشاركة‭ ‬للبحرينية‭ ‬تؤكد‭ ‬حضورها‭ ‬المتميز‭ ‬حيث‭ ‬سَجلت‭ ‬العدد‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬تواجدها‭ ‬بالصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وبنسب‭ ‬ذكرها‭ ‬تقرير‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020م‭ ‬ــ‭ (‬75‭ % ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬ضمن‭ ‬صفوف‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ومثلت‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬التنفيذية،‭ ‬و69‭ % ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬التخصصية،‭ ‬و64‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العاملين‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬الميداني‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الحجر‭ ‬والعزل‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬الحالات،‭ ‬و71‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المختبر،‭ ‬كما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬اللاتي‭ ‬يعملن‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬وتجميع‭ ‬البيانات‭ ‬78‭ %).‬

وكان‭ ‬للمرأة‭ ‬حضور‭ ‬لافت‭ ‬مع‭ ‬اتجاه‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الكورونا‭ ‬إلى‭ ‬“التحول‭ ‬الرقمي”‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المعاملات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والتعليم‭ ‬الافتراضي،‭ (‬تشكل‭ ‬العاملات‭ ‬البحرينيات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬38‭ % ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬و32‭ % ‬في‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭). ‬وأشار‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬“المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتطوع”‭ ‬التي‭ ‬استقطبت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭.‬000‭ ‬متطوعة‭ ‬ومتطوع‭ ‬ــ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬المرأة‭ ‬بلغت‭ (‬49.2‭ %).‬