التسوية السياسية في عقيدة الحوثي

| بدور عدنان

كثيراً‭ ‬ما‭ ‬طالب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحاربة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬باللجوء‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬والحوار،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬السياسيين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬أن‭ ‬تغليب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬للوصول‭ ‬باليمن‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬المشتعلة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام،‭ ‬خيار‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬أعربت‭ ‬قيادات‭ ‬تحالف‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬عن‭ ‬ترحيبها‭ ‬ورغبتها‭ ‬في‭ ‬اتخاذه‭ ‬سبيلاً‭ ‬لحلحلة‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية،‭ ‬ذلك‭ ‬لإيمانها‭ ‬وقناعتها‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬مصلحة‭ ‬تعلو‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬اليمن‭ ‬واليمنيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجسد‭ ‬باتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬الذي‭ ‬استطاعت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬المملكة‭ ‬وقف‭ ‬الاقتتال‭ ‬والاحتراب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬والمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي،‭ ‬والذي‭ ‬توج‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬التزامات‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭ ‬وتحالف‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬والحل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬اليمنية‭. ‬

على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬تستخدم‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬جميع‭ ‬الوسائل‭ ‬الإرهابية‭ ‬بل‭ ‬وتتفنن‭ ‬باستخدامها‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬قانونية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إنسانية،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوان‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬واعتقال‭ ‬الصحافيين‭ ‬وفرض‭ ‬الجبايات‭ ‬وخرق‭ ‬حقوق‭ ‬الأسرى‭ ‬والمساجين،‭ ‬أفعال‭ ‬وسياسات‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬نظام‭ ‬مليشيا‭ ‬إرهابي‭ ‬لا‭ ‬يسعى‭ ‬لأية‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬ولا‭ ‬يؤمن‭ ‬إلا‭ ‬بعقيدة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬أثبته‭ ‬الحوثي‭ ‬حينما‭ ‬حاول‭ ‬اغتيال‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬باستهدافهم‭ ‬لدى‭ ‬وصولهم‭ ‬مطار‭ ‬عدن‭ ‬لمباشرة‭ ‬أعمالهم،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحوثي‭ ‬لا‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬توافقي،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬إلا‭ ‬بلغة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والصواريخ،‭ ‬فهو‭ ‬بما‭ ‬عمله‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬سواه‭.‬

شتان‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يغلب‭ ‬مصلحة‭ ‬وطن‭ ‬على‭ ‬مصالحه‭ ‬الشخصية‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬مصالحه‭ ‬الفئوية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬وصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬والمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لمراحل‭ ‬متقدمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطرفين‭ ‬استطاعا‭ ‬تسوية‭ ‬خلافهما‭ ‬والوصول‭ ‬لنقطة‭ ‬توافق،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خلافاتهما‭ ‬تبقى‭ ‬مصلحة‭ ‬اليمن‭ ‬واليمنيين‭ ‬فوق‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭.‬