متجاوزا كل الصعاب والتحديات والمد والجزر

نادي البحرين للسينما..40 عاما من العطاء وتأدية الرسالة الجليلة

| أسامة الماجد

في بداية الثمانينات كانت هناك حاجة ماسة عاجلة الى المبادرة بتأسيس كيان ثقافي سينمائي يحتضن الشباب المثقف الذي يخدم السينما عن دراية تامة بنظرياتها العلمية وقواعدها العملية، خاصة وان السينما أصبحت من اكبر الوسائل في نشر الدعوة للعلم والفن والإصلاح والتهذيب، وبالفعل قرر مجموعة من المثقفين الذين يقدرون الاعمال الفنية والأدبية في تأسيس نادي البحرين للسينما وكان ذلك في ابريل عام 1980 ومن بينهم كما يذكر الدكتور منصور سرحان في كتابة " تاريخ السينما في البحرين" ، نادر المسقطي، إبراهيم عبدالله غلوم، عادل محمد مطر، إبراهيم بشمي، خليفة شاهين، جمال فخرو، احمد الزياني، جاسم شريدة، احمد جمعة، يوسف حمود، رشيد المعراج، وخليل يوسف.

عمل النادي ومنذ تأسيسه قبل " 40 عاما" ولغاية اليوم  في اثراء النشاط السينمائي وذلك عبر عروض الأفلام الأسبوعية العالمية وما يتبعها من حوار ونقاشات حولها، إضافة الى ابراز التجارب السينمائية المحلية والتعرف على الهواة وتشجيعهم عن طريق استضافتهم لعرض تجاربهم، وكذلك سعى النادي الى الاستفادة من خبرات الاخرين من خلال الحرص على حضور بعض المهرجانات السينمائية في الخارج، مثل مشاركة النادي في مهرجان قرطاج بتونس 1982 – 1984 – 1987 ، وكذلك المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي بوفد مكون من بسام الذوادي ويوسف فولاذ.

كما نظم النادي أسابيع وايام سينمائية، مثل أسبوع السينما التونسية في البحرين في ابريل عام 1986 في سينما الاندلس ، واسبوع لذكرى المخرج الراحل شدي عبدالسلام، ناهيك عن التعاون مع بعض السفارات العربية والأجنبية لتنظيم أسابيع سينمائية، منها أسبوع السينما الجزائرية 1988 ، واسبوع السينما الهندية 1989 ، والمساهمة في الاحتفال بمئوية السينما العالمية 1996 ، والاحتفال بأيام السينما المصرية الجديدة 1993 حضره مخرجين ومنتجين ونقاد ونجوم لامعين من بينهم المخرج عاطف الطيب، والمخرج رضوان الكاشف، وليلى علوي، ونجلاء فتحي ، لوسي، يحي الفخراني، ممدوح عبدالعليم، الناقد سمير فريد، كمال رمزي، طارق الشناوي ، وغيرهم من نجوم مصر. كما حقق النادي قفزة كبيرة في انشطته وذلك حين نظم مهرجان السينما العربية الأول في مارس عام 2000 وقد حضره مجموعة كبيرة من الفنانين والنقاد والعاملين في صناعة السينما، وقد تمخض عن هذا المهرجان اعلان اشهار جمعية السينمائيين الخليجيين، كما وقت اتفاقيات تأخى بين مهرجان السينما العربية الأول ومهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان نانت للقارات الثلاث بفرنسا ومهرجان لوكارنو بسويسرا من خلال رؤساء هذه المهرجانات.

واستكمالا لدوره الكبير في اثراء ودعم النشاط السينمائي، اصدر النادي نشرة دورية سينمائية بعنوان " أوراق سينمائية" يساهم في رفد مادتها أعضاء لنادي، وكانت بحق واحة للمعرفة رغم قلة اعدادها واكبر مرجع للسينما في البحرين نظرا للمعلومات التي تحويها ، وتكونت هيئة التحرير حتى العدد الأخير من امين صالح، خليل يوسف، نادر المسقطي، محمد فاضل، واستمرت النشرة والتي تحولت فيما بعد الى مجلة حتى العدد التاسع الصادر في صيف 1989 وبعده توقفت عن الصدور. تميزت هذه المجلة بتناول الأفلام العربية والأجنبية بالشرح والنقد، وكان أعضاء النادي هم الرافدون لمادتها.

لقد كان لي شرف الدخول في مجلس إدارة النادي قبل دورتين او ثلاث، حققنا فيها كل ما نستطيع تقديمه للسينما والنهوض بهذه الصناعة وتحملنا بكل أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ولا زال هذا النادي العريق يواصل مسيرته بنجاح في دعم الحراك السينمائي ومواهب الخلق الفني متجاوزا كل الصعاب والتحديات والمد والجزر، ومسجلا حضورا راقيا في الخريطة الثقافية لبلادنا.​