فقيدنا الكبير... مسيرة حافلة بالعمل الإنساني

| محمد جاسم سيار

يرحل‭ ‬الكبار‭ ‬وتبقى‭ ‬أعمالهم‭ ‬شامخة‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬عظمتهم‭ ‬وجليل‭ ‬قدرهم‭ ‬ومكانتهم‭ ‬السامية،‭ ‬وقد‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬البحريني‭ ‬تاجا‭ ‬فوق‭ ‬الرؤوس‭ ‬مسنودا‭ ‬بتوجيهات‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والعمل‭ ‬الإنساني‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬داعما‭ ‬لمسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وكان‭ ‬لجهوده‭ ‬الكريمة‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تبوؤ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سمعة‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬حيث‭ ‬حققت‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬العطاء‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي‭.‬

إن‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬نبراس‭ ‬يستفيد‭ ‬منه‭ ‬الجميع‭ ‬ونقتبس‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الكريمة‭ ‬والمبادرات‭ ‬المشرفة،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬منزلة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬فهو‭ ‬والد‭ ‬الجميع،‭ ‬ومصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لكل‭ ‬بحريني‭ ‬لكون‭ ‬سموه،‭ ‬داعيا‭ ‬لمسيرة‭ ‬الخير‭ ‬والعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وصاحب‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬عطاؤه‭ ‬محصورا‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬أيادي‭ ‬سموه‭ ‬البيضاء‭ ‬بالعطاء‭ ‬ومساندة‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬والأيتام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬أنحاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬عكس‭ ‬الوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬لوطننا‭ ‬الحبيب‭ ‬البحرين،‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬اللائق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تلقينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬برقيات‭ ‬وخطابات‭ ‬التعزية‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬من‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬مبادرات‭ ‬سموه‭ ‬المشهودة‭ ‬تقديم‭ ‬المنحة‭  ‬الغذائية‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭  ‬للأسر‭ ‬المكفولة‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬فجزاه‭ ‬الله‭ ‬خيرا‭ ‬وجعل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬حسناته‭ ‬ورفعه‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عليين‭.‬

لقد‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬بوفاة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬قامة‭ ‬دولية‭ ‬وإنسانية‭ ‬ورمزا‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬واليبلوماسي‭ ‬الممتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.‬

ولا‭ ‬يسعني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أتقدم‭ ‬بالأصالة‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬وبالنيابة‭ ‬عن‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬لجنة‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬بجميعة‭ ‬الإصلاح‭ ‬وكافة‭ ‬منتسبيها‭ ‬بخالص‭ ‬التعازي‭ ‬والمواساة‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

وإلى‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة،‭ ‬وشعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي،‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬الغالي‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬داعين‭ ‬المولى‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يتغمد‭ ‬الفقيد‭ ‬الكبير‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأن‭ ‬يسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.‬

وعزاؤنا‭ ‬في‭ ‬فقيدنا‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬تولي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأنه‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف‭.‬