“بابكو”: سمو الأمير خليفة بن سلمان نقل البحرين لمصاف الدول المتقدمة
تنعى شركة نفط البحرين (بابكو) قائدًا حكيمًا تمكن بفضل قدراته المميزة ونظرته الثاقبة من نقل مملكة البحرين إلى مصاف الدول المتطورة والمتقدمة على مختلف الأصعدة. لقد كان المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة شخصية استثنائية فذة، وذا فكر مستنير واضح الرؤية وقلبا مليئا بالعطف والمحبة الصادقة.
وعلى الرغم من مسؤولياته الكبيرة وكونه رئيسًا لحكومة البحرين لأكثر من 50 عامًا إلا أنه كان أيضًا والدًا وقائدًا لأبناء البحرين محبًا لهم وحريصًا على مساندتهم ومؤازرتهم في كافة الأوقات الصعبة. وكان مجلسه مفتوحًا أمام القاصي والداني. ويعرف عن صاحب السمو الملكي ((رحمه الله)) حرارة استقباله للناس والترحيب بهم على اختلاف مستوياتهم ومناصبهم.
لقد قدم المغفور له بإذن الله تعالى دعمًا منقطع النظير لشركة بابكو إدراكًا من سموه لأهمية الصناعة النفطية والفوائد الكبيرة التي ستجنيها مملكة البحرين من الاستثمار في هذا المجال. وعلى إثر ذلك حققت بابكو خلال العقود الماضية العديد من الإنجازات البارزة والمهمة.
ومن أوائل فعاليات بابكو التي شارك فيها صاحب السمو الملكي (رحمه الله) كانت حفل الاستقبال الذي نظمته الشركة العام 1954 على شرف الأمير (الملك حاليًا) سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في نادي بابكو بحضور المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك. وعلى الرغم من أنه كان شابًا في مقتبل العمر لا يتجاوز 19 عامًا، إلا أن هذا الحدث المهم مهد الطريق لرعاية سموه الدائمة والمتواصلة لشركة بابكو.
وفي أوائل فترة الستينات، قام صاحب السمو الملكي (رحمه الله) بافتتاح أحد البرامج التدريبية في مركز التدريب المهني التابع لبابكو في مدينة العوالي. كما قدم سموه العديد من الجوائز الخاصة بالسلامة في عوالي وكان له علاقات عمل وثيقة مع كبار المسؤولين في شركة بابكو ومسؤوليها.
وفي العام 1966، تفضل صاحب السمو الملكي (رحمه الله) مع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي أحمد زكي اليماني، بافتتاح حقل النفط البحري المشترك بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في أبو سعفة.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (رحمه الله) ضيف الشرف في الاحتفال الذي أقامته الشركة العام 1990 بمناسبة مرور 60 عامًا على تأسيسها. كما حضر سموه العام 1992 مع أمير البحرين آنذاك المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حفل افتتاح دار النفط والذي يقع بجوار أول بئر نفطي في الصخير.
وأثناء العهد الزاهر لملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واصل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رعايته الكريمة لمشاريع بابكو وبرامجها التطويرية، إذ تفضل (رحمه الله) مع ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في العام 2000 بافتتاح مشروع مزج المنتجات النفطية داخل الأنابيب والإعلان عن طرح الغازولين الخالي من الرصاص في الأسواق المحلية. كما تشرفت بابكو العام 2007 باستقبال سموه لافتتاح مجمع إنتاج الديزل منخفض الكبريت (LSDP) والاحتفال بالذكرى 75 لاكتشاف النفط في البحرين. وفي العام 2011، تفضل سموه (رحمه الله) بافتتاح مشروع زيوت التشحيم (LBOP). كما حضر سموه في نوفمبر 2018 الاحتفال الكبير الذي أقامته شركة بابكو بمناسبة تدشين خط الأنابيب الجديد بين البحرين والسعودية. وفي مارس 2019، وأثناء الاحتفال بمرور 90 عامًا على تأسيس الشركة، تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بوضع حجر الأساس إيذانًا ببدء مشروع تحديث مصفاة بابكو وهو المشروع الاستراتيجي الأكبر والأضخم في تاريخ الشركة.
لقد أبدى صاحب السمو الملكي (رحمه الله) اهتمامًا خاصًا بتطوير شركة بابكو وقدم التوجيهات السديدة للشركة لأكثر من 60 عامًا. وحرص سموه (رحمه الله) على منح المواطنين البحرينيين الفرصة الكاملة للتطور وتبوء أعلى المناصب الوظيفية مع تقديره لمساهمات الموظفين المغتربين الذين ساهموا في بناء الشركة.
وبفضل الدور الكبير لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أصبحت البحرين اليوم مجتمعًا يُعرَف بالتسامح والتنوع ومكانًا أفضل للعمل والعيش.
رحم الله فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة واسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان.