عودة أمير القلوب... فطرت القلوب

| كلمة البلاد

عاد‭ ‬الأمير‭ ‬لبلاده‭ ‬الحبيبة،‭ ‬ولكن‭ ‬العودة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ليست‭ ‬ككل‭ ‬المرات‭. ‬عودة‭ ‬فطرت‭ ‬قلوب‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬وهم‭ ‬يتابعون‭ ‬بث‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬لمراسم‭ ‬وصول‭ ‬الجثمان‭ ‬الطاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬حيث‭ ‬وقف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬مستقبلي‭ ‬جثمان‭ ‬فقيد‭ ‬البلاد‭.‬

غادر‭ ‬البحرين‭ ‬بقلب‭ ‬ينبض،‭ ‬وعاد‭ ‬محمولا‭ ‬بالأيدي،‭ ‬ومسجى في نعشه،‭ ‬بموكب‭ ‬جنائزي،‭ ‬وفي‭ ‬مشهد‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬العين‭ ‬أن‭ ‬تغالب‭ ‬دموعها‭.‬

خيم‭ ‬السكون‭.. ‬وانطفأت‭ ‬الأنوار‭.. ‬ونُكسّت‭ ‬الأعلام‭.. ‬بكته‭ ‬الصروح‭.. ‬وانتحبته‭ ‬المرابع‭.. ‬وغرق‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬دجى‭ ‬المصاب‭ ‬الجلل‭. ‬وصادف‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬تهبط‭ ‬الطائرة‭ ‬بعد‭ ‬الغروب‭. ‬وكأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يُظلِم‭ ‬و‭.. ‬ينسدل‭.‬

في‭ ‬النفس‭ ‬غصة،‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬الاستقبال‭ ‬الأخير،‭ ‬للغائب‭ ‬الأكبر‭ ‬عن‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬التفَّ‭ ‬علم‭ ‬البحرين‭ - ‬التي‭ ‬أحباها‭ ‬وتحبه‭ - ‬بجثمانه‭ ‬الطاهر‭. ‬

لقد‭ ‬أدمى‭ ‬رحيله‭ ‬القلوب‭. ‬كنا‭ ‬نسير‭ ‬معه‭ ‬دوما‭ ‬بمواكب‭ ‬الفرح،‭ ‬ولم‭ ‬نتصور‭ ‬يوما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سيد‭ ‬موكب‭ ‬الحزن‭.‬

حمل‭ ‬النعش‭ ‬8‭ ‬من‭ ‬الأبرار‭. ‬وساروا‭ ‬في‭ ‬موكب‭ ‬مهيب‭. ‬واصطف‭ ‬الوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة‭ ‬والضباط،‭ ‬لوداع‭ ‬قدوتهم‭. ‬

ولم‭ ‬يكظم‭ ‬من‭ ‬تابع‭ ‬الحدث‭ ‬عبرته‭ ‬أمام‭ ‬مشهد‭ ‬جثمان‭ ‬الرجل‭ ‬الوطني‭ ‬الصادق‭ ‬التقي‭ ‬النقي‭ ‬العروبي‭.‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬الأمير‭ ‬القائد‭ ‬الإنسان‭. ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتقبله‭ ‬في‭ ‬عليين‭. ‬نستمطر‭ ‬على‭ ‬روحه‭ ‬الزكية‭ ‬شآبيب‭ ‬الرحمة‭ ‬والغفران‭. ‬ولا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭ ‬العلي‭ ‬العظيم‭.‬