استدعاء سفير طهران بلندن بسبب محاكمة جديدة لبريطانية

عائدات نفط إيران المُصادَر تعويضًا لضحاياها

| واشنطن، لندن - وكالات

قال‭ ‬ممثل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬الخاص‭ ‬لشؤون‭ ‬إيران‭ ‬وفنزويلا،‭ ‬إليوت‭ ‬أبرامز،‭ ‬إن‭ ‬عائدات‭ ‬بيع‭ ‬نفط‭ ‬ايران‭ ‬المصادر‭ ‬ستدفع‭ ‬كتعويض‭ ‬لضحايا‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬شحنات‭ ‬البنزين‭ ‬الإيرانية‭ ‬الأربع‭ ‬التي‭ ‬صودرت‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تتجه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬فنزويلا،‭ ‬بيعت‭ ‬في‭ ‬مزاد‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

وأضاف‭ ‬أبرامز،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬أميركية،‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬ستذهب‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬ايران‭.‬

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬عملية‭ ‬المصادرة‭ ‬“نصرًا‭ ‬ثلاثيًا”‭ ‬لمصالح‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬حرمت‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬الملايين،‭ ‬ومنعت‭ ‬إمدادات‭ ‬الوقود‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬مادورو‭ ‬في‭ ‬فنزويلا‭.‬

وقال‭ ‬خلال‭ ‬إفادة‭ ‬صحافية‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬“مع‭ ‬كل‭ ‬شحنة‭ ‬نفط‭ ‬أو‭ ‬بنزين‭ ‬أو‭ ‬بتروكيماويات‭ ‬تصادر‭ ‬أو‭ ‬توقف‭ ‬تخسر‭ ‬إيران‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات”‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬رجح‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬إيران‭ ‬إرسال‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬فنزويلا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مصادرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ستجبرها‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬سفن‭ ‬شركة‭ ‬الناقلات‭ ‬الوطنية‭ ‬الإيرانية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬لتجنب‭ ‬مصادرة‭ ‬أخرى‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬كرر‭ ‬إليوت‭ ‬أبرامز‭ ‬تأكيده‭ ‬أن‭ ‬ضغوط‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬تجارة‭ ‬النفط‭ ‬الإيرانية‭ ‬والفنزويلية‭ ‬ناجحة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬بعض‭ ‬التدفقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬لأنها‭ ‬دفعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الصفقات‭ ‬أو‭ ‬الرحلات‭ ‬بعين‭ ‬الريبة‭ ‬والخوف،‭ ‬لأنها‭ ‬باتت‭ ‬تعتبر‭ ‬محفوفة‭ ‬بالمخاطر‭.‬

وتساءل‭ ‬“إنه‭ ‬أمر‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬فعلًا،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬السفن‭ ‬الصينية‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬فقط‭ ‬ناقلات‭ ‬إيران؟‭!‬”،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬الضغوط‭ ‬القصوى‭.‬

يذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬الماضي،‭ ‬نفذت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬الأميركية‭ ‬أمرًا‭ ‬بمصادرة‭ ‬1‭.‬12‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬البنزين‭ ‬الإيراني‭ ‬متجهة‭ ‬إلى‭ ‬فنزويلا‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬4‭ ‬ناقلات‭ ‬خاصة،‭ ‬وهي‭ ‬بيلا‭ ‬وبيرينج‭ ‬وباندي‭ ‬ولونا‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬استدعت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬السفير‭ ‬الايراني‭ ‬للتنديد‭ ‬بالمصير‭ ‬“غير‭ ‬المقبول”‭ ‬للايرانية‭ ‬البريطانية‭ ‬نازنين‭ ‬زاغري‭ ‬راتكليف‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬احتمال‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬محاكمة‭ ‬جديدة‭ ‬الاثنين،‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭.‬

وحكم‭ ‬على‭ ‬زاغري‭ ‬راتكليف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬طومسون‭ ‬رويترز،‭ ‬بالسجن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬بعدما‭ ‬دينت‭ ‬بـ‭ ‬“محاولة‭ ‬قلب‭ ‬النظام”‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تنفيه‭. ‬وكانت‭ ‬اعتقلت‭ ‬مع‭ ‬ابنتها‭ ‬في‭ ‬ابريل‭ ‬2016‭ ‬في‭ ‬ايران‭ ‬حين‭ ‬قدمت‭ ‬لزيارة‭ ‬عائلتها‭. ‬وهي‭ ‬حاليا‭ ‬قيد‭ ‬الاقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬لكنها‭ ‬استدعيت‭ ‬لمحاكمة‭ ‬جديدة‭ ‬الاثنين‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬زوجها‭ ‬ريتشارد‭ ‬راتكليف‭. ‬وفي‭ ‬تصريحات‭ ‬لهيئة‭ ‬الاذاعة‭ ‬البريطانية‭ ‬“بي‭ ‬بي‭ ‬سي”،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬دومينيك‭ ‬راب‭ ‬“أوضحنا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السفراء،‭ ‬هنا‭ ‬وفي‭ ‬طهران،‭ ‬واستدعينا‭ ‬السفير‭ ‬الايراني،‭ ‬بان‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬أبدا‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭ ‬على‭ ‬الإطلاق”‭.‬

وأوضحت‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬الإيراني‭ ‬حامد‭ ‬بعيدي‭ ‬نجاد‭ ‬استدعي‭ ‬الخميس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مدير‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬توماس‭ ‬درو‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬“القلق‭ ‬البالغ”‭ ‬لدى‭ ‬لندن‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬

وحصلت‭ ‬زاغري‭ ‬راتكليف‭ ‬التي‭ ‬ستبلغ‭ ‬الثانية‭ ‬والأربعين‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬ديسمبر‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬مشروط‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬إيوين‭ ‬ووُضعت‭ ‬قيد‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ - ‬19‭.‬

وقد‭ ‬أعلن‭ ‬زوجها‭ ‬أنه‭ ‬طُلب‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬“توضيب‭ ‬حقيبة‭ ‬للسجن‭ ‬وإحضارها‭ ‬معها‭ ‬عندما‭ ‬يحضر‭ ‬عناصر‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإسلامي‭ ‬لسوقها،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬السجن‭ ‬سيكون‭ ‬وجهتها‭ ‬بعد‭ ‬المحكمة”‭.‬

وربط‭ ‬راتكليف‭ ‬التطور‭ ‬الأخير‭ ‬بإرجاء‭ ‬جلسة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرّر‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬مطلب‭ ‬إيراني‭ ‬قديم‭ ‬بردّ‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬بمئات‭ ‬ملايين‭ ‬الجنيهات‭ ‬عن‭ ‬صفقة‭ ‬عسكرية‭ ‬لم‭ ‬تستكمل‭. ‬وكان‭ ‬شاه‭ ‬إيران‭ ‬سدّد‭ ‬لبريطانيا‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬لشراء‭ ‬1500‭ ‬دبابة‭ ‬“تشيفتن”،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬أطيح‭ ‬الشاه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1979،‭ ‬رفضت‭ ‬بريطانيا‭ ‬تسليم‭ ‬الدبابات‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وقررت‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالأموال‭.‬