دور تاريخي لسمو رئيس الوزراء في دعم القطاع المصرفي

القاسم: النهضة المصرفية بدأت منذ السبعينات بفضل الرؤية الثاقبة لسموه

| المنامة - بنا

أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لجمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭  ‬وحيد‭ ‬القاسم‭ ‬أن‭ ‬الرعاية‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭  ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭  ‬لاحتفالية‭ ‬جمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬بذكرى‭ ‬مرور‭ ‬100عام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تمثل‭ ‬امتدادا‭ ‬للدور‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬نهض‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وجعله‭ ‬نقطة‭ ‬بارزة‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬الوطني‭ ‬يفخر‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬البحرينيين،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬قد‭ ‬نال‭ ‬زخما‭ ‬عاد‭ ‬بالخير‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬البحرين‭ ‬ككل‭.‬

وأضاف‭ ‬القاسم‭: ‬“إذا‭ ‬كان‭ ‬تاريخ‭ ‬تأسيس‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يعود‭ ‬للعام‭ ‬1919‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المسيرة‭ ‬الحقيقة‭ ‬لنهضة‭ ‬وتميز‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ومبادرة‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬كل‭ ‬المعنيين‭ ‬لتوفير‭ ‬الأرضية‭ ‬المواتية‭ ‬من‭ ‬تشريعات‭ ‬وتسهيلات‭ ‬جعلت‭ ‬البحرين‭ ‬الوجهة‭ ‬الأولى‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬مقرا‭ ‬لها‭ ‬وانطلقت‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم”‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بات‭ ‬أكثر‭ ‬القطاعات‭ ‬مساهمةً‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬الوطني‭ ‬بعد‭ ‬النفط،‭ ‬ووصفه‭ ‬بالمحرك‭ ‬لعجلة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القروض‭ ‬الخضراء،‭ ‬والممول‭ ‬الرئيسي‭ ‬لمشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬العملاقة،‭ ‬والمساهم‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والوجهة‭ ‬الأولى‭ ‬لتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬النوعية‭ ‬أمام‭ ‬البحرينيين،‭ ‬والمدرسة‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬منها‭ ‬بحرينيون‭ ‬كثر‭ ‬اتجهوا‭ ‬نحو‭ ‬تأسيس‭ ‬أعمال‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬مستفيدين‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬التي‭ ‬تلقوها‭ ‬خلال‭ ‬عملهم‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭. ‬ولفت‭ ‬د‭ ‬القاسم‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬لاجتياز‭ ‬التحديات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الاندماج‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬مصرفين‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الملائة‭ ‬المالية‭ ‬ورفع‭ ‬التنافسية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬تمويل‭ ‬ضخمة‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬فالاحتفالية‭ ‬بمئوية‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬فرصة‭ ‬مواتية‭ ‬لمناقشة‭ ‬التحديات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬ككل‭ ‬ورسم‭ ‬ملامح‭ ‬نهضة‭ ‬جديدة‭ ‬للقطاع‭ ‬تستمر‭ ‬لمئة‭ ‬عام‭ ‬قادمة‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬

وعن‭ ‬أبعاد‭ ‬التعامل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والتطور‭ ‬التقني‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وتأثيراته‭ ‬قال‭ ‬د‭ ‬القاسم‭: ‬“عندما‭ ‬تكون‭ ‬الأساسات‭ ‬متينة‭ ‬تصبح‭ ‬إضافة‭ ‬أجزاءً‭ ‬أخرى‭ ‬للبناء‭ ‬عملية‭ ‬سهلة‭ ‬وموثوقة،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬تواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬تطورها‭ ‬بتوجيهات‭ ‬وجهود‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬وهي‭ ‬سبَّاقة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬التطور‭ ‬التقني،‭ ‬وتحرص‭ ‬جمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬الواسع‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ككل،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إدراكنا‭ ‬لأهمية‭ ‬التناغم‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬فالقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬يستفيد‭ ‬أكثر‭ ‬ويتطور‭ ‬أكثر‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تطور‭ ‬رقمي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬العدل‭ ‬وإجراءات‭ ‬التقاضي‭ ‬مثلا،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬وتوفير‭ ‬الخريجين‭ ‬البحرينيين‭ ‬المؤهلين‭ ‬لشغل‭ ‬الوظائف‭ ‬المصرفية‭ ‬والبنكية‭ ‬عن‭ ‬كفاءة‭ ‬وجدارة‭. ‬فنحن‭ ‬ننطلق‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬مساحته‭ ‬الجغرافية‭ ‬صغيرة،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬تطبيق‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬مثل‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030‭ ‬والتحول‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات”‭.‬

وزاد‭ ‬في‭ ‬التوضيح‭ ‬قائلا‭: ‬“خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬رقميا‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬تمكَّنت‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الرقمية‭ ‬الإضافية‭ ‬للعملاء‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬للتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬جائحة‭ ‬“كوفيد19”،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ليحدث‭ ‬بهذه‭ ‬السرعة‭ ‬لولا‭ ‬الاستثمار‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحول‭ ‬الرقم‭ ‬مضيفا‭ ‬إن‭ ‬أهداف‭ ‬الاحتفالية‭ ‬بمئوية‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬أثارت‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ريادة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والحلول‭ ‬المصرفية‭ ‬الرقمية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والسيبراني،‭ ‬وإدخال‭ ‬خدمات‭ ‬مصرفية‭ ‬رقمية‭ ‬جديدة،‭ ‬وزيادة‭ ‬المعاملات‭ ‬الرقمية‭ ‬للمستخدمين”‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بخصوصية‭ ‬مؤشرات‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬وأوجه‭ ‬التغيير‭ ‬فيها‭ ‬وإرهاصاتها‭ ‬قال‭  ‬القاسم‭: ‬“التطور‭ ‬عملية‭ ‬مستمرة،‭ ‬ولا‭ ‬أبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تبادر‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬عملها‭ ‬وادائها‭ ‬دائما،‭ ‬وتراقب‭ ‬التوجهات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتسارع‭ ‬إلى‭ ‬تجريبها‭ ‬وتطبيقها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التنافسية‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬البحريني‭ ‬والعالمي‭ ‬تدفع‭ ‬البنوك‭ ‬للاستثمار‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬كوادرها‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وتطوير‭ ‬أنظمتها‭ ‬الإدارية‭ ‬والتشغيلية‭ ‬وغير‭ ‬ذلك”‭.‬

وأضاف‭: ‬“سرعت‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ - ‬19‭ ‬من‭ ‬توجه‭ ‬البنوك‭ ‬نحو‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬رقمية‭ ‬متقدمة،‭ ‬وبات‭ ‬بالإمكان‭ ‬إجراء‭ ‬معظم‭ ‬المعاملات‭ ‬المصرفية‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وقد‭ ‬تحورت‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الرقمية‭ ‬الشائعة‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬السوق‭ ‬البحريني‭ ‬بمعظمها‭ ‬حول‭ ‬إدخال‭ ‬الفروع‭ ‬الرقمية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنوك،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الميزات‭ ‬الرقمية‭ ‬للعملاء،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وهذا‭ ‬التوجه‭ ‬أصبح‭ ‬معتمدا‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬وجمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬تؤكد‭ ‬دائما‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬الحلول‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الجائحة”‭.‬